''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''
: الإمام الخميني : قالوا عنه - محمد عبدالقادر آزاد ( الجزء الثاني )

مشرف الموقع

25/8/1425

دعوة لقراءة المقال

نسخة لطباعة المقال


محمد عبدالقادر آزاد ( الجزء الثاني )

محمد عبدالقادر آزاد ( الجزء الثاني )

ثم جاءنا رجل من قبل الدكتور " أكبر ولايتي " وزير الخارجية الإيرانية وأخبرنا أن الدكتور في انتظاركم، فذهبنا إليه في نحو ثمانية عشر رجلا وفينا كبار علماء باكستان وبعض الصحفيين ومديري الصحف اليومية التي تصدر في باكستان منها" دان كراجي " و" جنك باكستان " و" مسلم إسلام آباد " و" جارت كراجي " وغيرهم .

 وعند وصولنا إلى مكتبه اعتذر أمامنا الدكتور " أكبر ولايتي" وزير الخارجية الإيرانية نيابة عن الإمام " الخميني" ورئيس الجمهورية " الخامنائي" والحكومة الإيرانية قاطبة، وأخذ يثني على الثورة الإيرانية التي قادها وفجرها الإمام " الخميني" وراح يتحدث عن محاسنها وأطنب في ذلك حتى استغرق حديثه معنا في هذا الأمر خمسا وأربعين دقيقة، ولكن حديثه معنا وحديث رسوله ورسول " الخميني " إلينا لم يكن يدل على تراجع عن موقفهم من حكام البلاد الإسلامية ولم يكن ينبئ عن إعلان احترام الدول الإسلامية وتكريم للشعوب الإسلامية ولا مودته لهم ولا عدم خلافة معهم كما قطعوا مع الوفد ط السوفيتي" فهل أصبحت البلاد الإسلامية وأعلامها وقادتها وحكامها وشعوبها

                          -21-

عند الثورة الإيرانية في درجة أدنى من مكانة الاتحاد " السوفيتي" إنه لو لم يكن الأمر كذلك لما اختلف تصرفهم مع الوفد " السوفيتي" عن تصرفهم معنا ومع باقي الوفود لإسلامية، فهناك احترام وتكريم وتبجيل وإعلان للمحبة المودة وعدم الاختلاف، وإعادة رفع العلم، وهنا أسف اعتذار وإغراء بالمال والمناصب وتحريض على الانقلاب ضد الحكومات القائمة .

 

لم يكن هنا بد من إعلام موقفنا أمام وزير الخارجية الإيرانية ما دمنا لم نتمكن من إعلان موقفنا أمام الإمام "الخميني" نفسه، فبعد أن انتهى من حديثه تكلمت أنا باسم الوفد الباكستاني وقلت: نحن متحيرون في أمر الثورة الإيرانية، فالثورة تعلن أنها إسلامية، وقادتها يدعون إلى وحدة الأمة الإسلامية، وفي نفس الوقت نرى في مختلف أنحاء إيران بغضا لأكثر رؤساء الدول الإسلامية (7)، ونسمع من الشعب الإيراني هتافات ضدهم ويقولون: إن كل دول العالم الإسلامي ما عدا " إيران" و" ليبيا" و" سوريا " ملاعق أمريكية ، ولا بد لكل مسلمي العالم أن يثوروا ضد حكوماتهم وينادون في بلادهم الثورة " الخمينية " ، ويبايعوا الإمام " الخميني" ورأينا أيضا على بعد جدران خاصة في فندق " هلتون " طهران عبارة "سنحرر الكعبة

ــــــــــــــــ

(7) اللهم إلا بعض رؤساء المجمع على عدائهم للإسلام ، فهم وحدهم أصدقاء الثورة الإيرانية .

                              -22-

القدس وفلسطين من أيدي الكفار " فإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

فقلت: إن هذه الجملة خبيثة وهي توقع الشقاق والعداوة بين إيران والبلاد الإسلامية التي تهاجمونها ، وأنتم و" الخميني" في مقدمتكم تدعو أنكم تريدون وحدة العالم الإسلامي، وأنكم تعملون لتحقيق الوحدة بين المسلمين ، ولكن عملكم خلاف دعوتكم، وفي تعاليم الإسلامي أن هذا الطريق هو طريق النفاق .

 

ورأينا أيضا في مساجدكم صور الخميني وصور الشهداء وهذا حرام في الدين الإسلامي .

 

وسمعنا أن الحجاج الإيرانيين يدخلون الحرم المكي وفي أيديهم صور " الخميني" وهذا لا يجوز في الإسلام .

 وأيضا رأينا في جرائدكم وسمعنا من " الباسدران" الإيرانيين  (المحافظين عساكر) أن باكستان ومصر والسعودية الأردن وغيرها من البلاد الإسلامية تحت سيطرة أمريكا والاتحاد السوفيتي وليس الأمر كما ذكرتم، أما " باكستان "

-23-

فبعد إعانتها للاجئين الأفغان أغضبت الاتحاد السوفيتي طبعا، وبسبب قيامها بإعانة مجاهدي فلسطين، وإريتريا، والفلبين، وزامبيا، وجنوب إفريقيا، غضبت أمريكا على باكستان فوقفت أمريكا في طريق ازدياد القوة الذرية الباكستانية .

 

وأنتم تعرفون أن الحكومة السعودية تساعد المجاهدين واللاجئين الأفغان والمجاهدين واللاجئين الفلسطينيين والحركة الإسلامية في كل أنحاء العالم سواء في الشرق أم في الغرب .

 

وأنتم تعرفون كذلك أنه إذا عرضت قضية فلسطينية في هيئة الأمم المتحدة وقفت أمريكا بجانب إسرائيل وبذلك تكون البلاد الإسلامية دائما على خلاف مع أمريكا بسبب مناصرتها لليهود ضد المسلمين .

 

وبهذا يظهر بطلان قولكم بأن البلاد الإسلامية تحت سيطرة أمريكا والاتحاد السوفيتي بدون حق فإن باكستان والسعودية والبلاد الإسلامية لا تقول في حقكم شيئا مع أنهم يعرفون معاهداتكم مع " المانية الغربية " وغيرها من الدول الأوربية والشيوعية وإسرائيل .

 

ورأينا أيضا في يد لكل جندي إيراني أسلحة إسرائيلية ولكن

 

-24-

مسلمي العالم ساكتون لأدل وحدة الأمة، أما جرائدكم وعلماؤكم فإنهم دائبون في كل وقت لإثارة الفتنة الطائفية بين أهل السنة والشيعة .

 

وإننا نعلم أنكم أرسلتم من علمائكم إلى الدول الإسلامية من يسمون في إيران " بآيات الله العظمى " فيذهبون إلى المعابد والجامعات الشيعية ويقيمون فيها ويدفعون أموالا وأسلحة للشيعيين للتخريب والفساد كما في " باكستان ط عندما اجتمع أهل الشيعة في 1980 م في عاصمة باكستان إسلام آباد- للاستيلاء عليها .

 

هذا ما قلته أمام وزير خارجية إيران، وفي حضور (18 عالما) من صفوة علماء باكستان- وأمام بعض الصحفيين الباكستانيين.

 

والآن لو قابلت " الدكتور ولايتي " وزير الخارجية الإيرانية أو رئيس إيران أو الإمام " الخميني" نفسه، فإنني سوف أعلن أمام من أقابله منهم وقائع جديدة تكشف عن الأسلوب الإيراني في إثارة القلاقل في البلاد الإسلامية، ففي الصدام الذي حدث بين الشيعة وأهل السنة في كراتشي سنة 1983 وجدت في معابد الشيعة أسلحة إيرانية، كما أحرق الشيعة بقيادة ( مدير خانة فرهنك :إيران لاهور ) ثلاثين محلا تجاريا في شهر المحرم سنة 1402هـ ، وهذه حقيقة دعوة الإمام " الخميني" للاتحاد بين الشيعة وأهل السنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، نرجو الله سبحانه وتعالى أن يرحم هذه الأمة ويحفظها من شرور هذه الثورة " الخمينية " .

-25-

خامسا: سمعنا أن المحاكم الشرعية في إيران تصدر أوامرها بقتل المسلمين المتهمين بمخالفة المذهب الشيعي من غير أن يجري أي تحقيق معهم، وكذلك الأمر إذا اتهم أحد بمخالفة أهداف الثورة الإيرانية، فمن  اتهم بهذا الاتهام أو ذلك فهو واحد من اثنين إما منافق وإما كافر، وكلا التهمتين تحل دمه، ولكن قد يترفقون به ويشفقون عليه ويرأفون به فيزجون به في غياهب السجون ليصلى نار العذاب وأهوال القهر .

 

وفي طهران عاصمة إيران ثلاثة أنواع من السجون، نوع للمرتدين ونوع للمنافقين وثالث للكفار، ونحن لا نعرف موقف الثورة الإيرانية الخمينية من قوله تعالى: (( ولا يجرمنكم شنآن قوم ألا يعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ))(8)، وهل يكون العدل في تصنيف مخالفي الثورة الإيرانية وقائدها " الخميني" إلى الأصناف الماضية أن تستحل دماؤهم وحرماتهم وأموالهم ؟! وهل من  العدل أن يصدر الحكم ن على أحد من الناس حتى ولو كان من أعدى الأعداء دون أن يجري معه تحقيق عادل يدافع فيه عن نفسه دفاعا كاملا غير منقوص ؟! أم أن هناك مفهوما للعدل غير الذي نعرفه، وغير الذي يعرفه المسلمون ؟!

 

إن العدل ركيزة أساسية من ركائز القضاء والحكم في الإسلام، والعدل في القضاء بلغ في الإسلام يبلغا لم يعرفه نظام

ــــــــــــــــــ

(8) المائدة الآية : 8 .

                                  -26-

 السابق ولا لاحق في الأمة العربية أو في الغرب،وإن العدل في الإسلام- كما نعرف قد ول إلى توزيع النظرات وطريقة توجيه الأسئلة حتى ولو كان أحد المتخاصمين من خلص المؤمنين وأصفيائهم وذوي المكانة والمنزلة فيهم، وكان الطرف الآخر كافرا أو ملحدا أو مشركا بالله تعالى أو حقيرا ساقط القدر ووضيعا فاقد القيمة في قومه، هذا هو العدل الذي عرفه الإسلام في نظام الحكم والقضاء في أزهى عصور الإسلام ، وكنا نتوقع من الثورة التي ترفع لواء الإسلام وتزعم أنه تقيم شرع الله في الأرض أن يكون نظام القضاء فيها قائما على هذه الأسس الرفيعة التي أقرها الإسلام وطبقها القضاء الإسلامي، ولكن ما أبعد الفق بين ما رأينا وسمعنا عن نظام القضاء وإصدار الأحكام على المخالفين وبين النظام الإسلامي المعروف المشهور في القضاء .

 

 

إن نظام القضاء في الإسلام يدرأ الحدود بالشبهات ويفسر الشك لصالح المتهم ولا يصدر الحكم إلا بعدى تحري العدل وتوفير الضمانات الكافية لتحقيق هذا العدل ويمكن الخصم أيضا من  الدفاع الكامل عن النفس .

 

ونظام القضاء عند الثورة الخمينية يقيم الحدود بالشبهات و يفسر الشك ضد المتهم وتصدر الأحكام جزافا ولا تتوافر للخصم أي فرصة للدفاع عن النفس خاصة إذا كان من أهل السنة والجماعة .

 

فهل من حق هذه الثورة بعد ذلك أن تعلن أنها ثورة

                        -27-

إسلامية ؟ إن شاءوا أن يسموها ثورة الخمينية أو ثورة شيعية أو ثورة إيرانية أما أن يسموها ثورة إسلامية فلا .

 

*    *    *

 

والمرة الثانية: التي زرت فيها إيران كانت في مناسبة انعقاد المؤتمر العالمي لأئمة الجمعة والجماعات وقد حضر هذا المؤتمر علماء أجلاء من أربعين دولة من مختلف أنحاء العالم، وقد تبين أن الإعداد لهاذ المؤتمر والغرض منه كانا يسيران في إ‘طار التصور الشيعي الإيراني للعالم الإسلامي ، فقد وضح منذ اللحظة الأولى أنه كان ضد الدول الإسلامية، خاصة المملكة العربية السعودية، والعراق، ومصر، والأردن، والإمارات العربية المتحدة ، ودول الخليج والكويت ، وباكستان، وكانت دعوة أئمة الجمعة والجماعات لهذا المؤتمر خاصة قائمة على أساس استدراجهم إلى الثورة على حكوماتهم، انطلاقا من تصور شيعي معين هو أن علماء المسلمين يجب أن يحكوا بلاد المسلمين، وبناء عليه فإنه يجب عليهم أن يقودوا الشعوب إلى الثورة وتحطيم نظم الحكم القائمة وإيران سوف تقف إلى جانبتهم بالتأييد والعون المادي والأدبي منذ اللحظة الأولى وهذه الأهداف واضحة وضوحا بينا في خطب قادة إيران .

                             -28-

ملخص الخطاب الافتتاحي للرئيس الإيراني :

 

قال الرئيس الإيراني " على خامنئي " في خطابه الافتتاحي:

 

الحمد لله لقد تحقق في إيران بفضل الثورة الخمينية تنفيذ النظام الإسلامي، فعمت بركاته كل أنحاء إيران، وتستطيعون أن تروا أثر ذلك في الأسواق ومختلف مناحي الحياة في إيران، ولكنا والأسف يملأ صدورنا نرى العالم الإسلامي من حولنا حتى هذه اللحظة يخضع لسيطرة " أمريكا " أو سيطرة " الاتحاد السوفيتي " ، ومن واجب العلماء ( أئمة الجمعة والجماعات ) أن يخرجوا هؤلاء الشياطين من بلادهم .

 

ونحن من جانبنا قد وجهنا الدعوة إلى كل الأحزاب في البلاد الإسلامية وطالبناها أن تشعل شرارة ثورة على منهج الثورة الخمينية فتطيح بالحكام الأذناب " لأمريكا" و" روسيا" وتتولى مقاليد الحكم بنفسها دون أن تسلم زمامها إلى النظام الشيوعي أو النظام الرأسمالي .

 

ولكن تبين لنا مع الأسف الشديد أنهم غير قادرين على هذه المهمة الجسيمة التي لا ينهض بعبئها إلا أولو العزم من الرجال الصادقين المخلصين، وإن دعوتنا إلى الأحزاب المرتبطة بالنفوذ الأجنبي لم تجدد استجابة قط، فهم غير قادرين على إعلان الثورة على حكام بلادهم كما ثرنا نحن بقيادة الإمام " الخميني "

 

-29-

على شاه إيران وأخرجناه منها صاغرا ذليلا وتولينا مقاليد الحكم في بلادنا وتخلصنا من نفوذ روسيا وأمريكا معا .

ولهذا نحن نعلق الآمال على علماء المسلمين ( أئمة الجمعة والجماعات ) في التخلص من الطغاة، فهم وحدهم الذين يستطيعون ذلك لأنهم هم المصلحون وهم ورثة الأنبياء الذين تستجيب الشعوب لندائهم وتثق فيهم وتسعى وراءهم وتلقي إليهم مقاليد أمرها راضية مطمئنة كما حدث في إيران .

 

انطلقوا أيها العلماء من هذا المؤتمر الثورة الإسلامية الإيرانية الخمينية إلى بلادكم كي تفوزوا بتخليص شعوبكم من الحكام الشياطين ومن النفوذ الأجنبي الذي يمسك برقابكم ورقاب شعوبكم، وإن تكاسلتم فلابد أن يسألكم الله تعالى يوم القيامة، يوم الجمع الأكبر عن تقصيركم في حق أنفسكم وحق بلادكم وحق شعوبكم وحق دينكم وحق لله تعالى عليكم، فماذا يكون جوابكم يومئذ ؟ !

 

*    *    *

ملخص خطاب آية الله منتظري :

 

لم يحضر " آية الله منتظري" في هذا المؤتمر برغم أنه الداعي إليه . ويرجع عدم حضوره إلى خوفه على حياته ذلك أن قلوب الناس تشتغل غضبا عليه وتغلي مراجلها وتثور

                         -30-

براكينها ضده، " آية الله منتظري " هو نائب " الخميني" ولم تمنع مكانته في إيران والثورة الإيرانية من تفكير الناس في قتله لما ارتكبه في حقهم من فظائع وجرائم، ولهذا دعا كل المشاركين في المؤتمر من الأئمة والخطباء إلى بيته في "قم " .

 

وخطب فيهم مرارا نفس الأفكار والمعاني التي يرددها من قبله رئيس الدولة الإيراني، وكرر الدعوة إلى الأئمة والخطباء بأن يذهبوا إلى بلادهم بالثورة الإيرانية الخمينية ويقودوا حركة تغيير حكوماتهم فورا ، فهذا هو واجب العلماء الأول الذي سيسألون عنه أما الله تعالى يوم القيامة، ومن قصر في هذا فقد قصر في فريضة واجبة سيكون الحساب عليها يوم القيامة عسير، ولن يجدوا لهم جوابا مقبولا ولا عذرا مستساغا .

                      *    *    *

ملخص خطاب آية الله قمي آذري مندوب الحاضر العلمية قم:

 

كان خطاب "آية الله قمي آذري" يتعلق بالوعود الفضفاضة لأئمة الجمعة والجماعات فيما إذا قادوا الثورة ضد حكوماتهم، ولقد تعمد أن يكون خطابه في جميع المشاركين في المؤتمر حتى يكون بلاغه إليهم بلاغا مباشرا ليطمئنوا إلى أن إيران سوف تمد لهم يد العون المادي والمعنوي وأنهم سوف يعينونهم

                          -31-

بل يضمنون لهم تولي المناصب الكبرى، ومن مات فلأولاده من بعده رزقهم وكسوتهم ومأواهم وضمان مستقبلهم، ومن أخفقت ثورته فهم سنده وظهره وملاذه وملجؤه، فلا خوف إذاً من الإقدام على الثورة ضد الحكومات القائمة بالفعل .

 

 قال: أيها العلماء لا تخافوا من أمر تدبير الموارد المالية التي تساعدكم على قيادة الثورات الخمينية في بلادكم فقد أعددنا صندوقا للمعونات المالية من إيراد البترول الإيراني بمعدل إيراد يوم في الأسبوع لمساعدة من يعمل على الإطاحة بحكومة بلاده من العلماء، ومن أصيب منكم أيها العلماء، وهو في ثورته على حكام بلاده فنحن على استعداد أن نرسل لكم ولعيالكم ولإداراتكم كل المعونة اللازمة لكم .

 

إن هذه المعونة لازمة للثورة وضرورية لنجاحها، ونحن نضمنها لكم، ونضمن لكم أيضا أن تتولوا حكم بلادكم بعد الإطاحة بحكوماتكم الفاسدة العميلة !!

 

*   *   *

مخلص خطاب آية الله الخميني :

 اجتمع " آية الله الخميني " مع جميع الأعضاء المشاركين في المؤتمر في بيته المسمى ( حسينية حماران ) في طهران وخطب فيهم مرددا نفس كلام الرئيس الإيراني" آية الله منتظري"

 

-32-

بل قل إن شئت آية الله للرئيس الإيراني " على خامنئي " ونائب الخميني " آية الله منتظري " كانا يرددان أفكار الخميني وآراءه".

 

قال الإمام الخميني لأئمة الجمعة والجماعات: اذهبوا إلى بلادكم بهذه الثورة الإسلامية، وأنا أريد منكم أن تخطبوا أول خطبة جمعة ضد حكوماتكم وتثيروا شعوبكم ضد هذه الحكومات وضد الحكومة الأمريكية، فإن فعلتم ذلك فقد أديتم حق الله عليكم وبرئت ذمتكم من تبعه السكوت على هذه الحكومات الظالمة الفاسدة العميلة وإن أخفق مسعاكم وتعرضتم للتعذيب والسجن والقهر برهنتم على صدق إيمانكم، وإن لم تفعلوا فأنتم منافقون!!

 

*    *    *

وقد خطب في هذا المؤتمر خطباء آخرون من إيران، ورددوا نفس الكلام ونفس الدعوة ضد حكومات المسلمين عامة وضد العراق والمملكة العربية السعودية خاصة .

 

وهكذا اتضحت أهداف هذا المؤتمر الذي أقاموا لأئمة الجمعة والجماعات، إنهم أرادوا أن يستخدموا هؤلاء العلماء أدوا لتحقيق مآربهم للوصول إلى أغراضهم بعروض مالية من بترول الشعب الإيراني  ووعود  زائفة  بالتمكن من الحكم

 

-33-

والمناصب الكبرى فهل سوف تسلم لهم الثورة الإيرانية بقيام حكومة سنية بحكمها علماء أهل السنة أو أنها سوف تفرض عليهم التبعية الكاملة للنظام الإيراني وتفرض عليهم وعلى شعوبهم المذهب الشيعي في مقابل المساعدات المالية والوصول إلى كراسي الحكم ؟!

 

إن دعوتهم كانت صريحة واضحة في كل الخطب: المطلوب قيام ثورة خمينية في كل بلاد المسلمين ، أي المطلوب أن يسود المذهب الشيعي بلاد المسلمين، والثمن إيراد يوم من كل أسبوع من بترول الشعب الإيراني !!

 

وحتى يستطيع المؤتمر أن يحقق أهدافه أعدوا نظاما صارما لإحكام السيطرة الكاملة على المشاركين في المؤتمر، فلا أحد يخرج من قاعة المؤتمر من المشاركين فيه ولا أحد يدخل عليهم من غير المشاركين في المؤتمر، بل لا يستطيع أحد أن يخرج من الفندق ويتجول في الشوارع أو الأسواق أو يقابل صديقا أو حتى قريبا، ولقد سمعت أن سفير " ماليزيا" في طهران ذهب إلى مطار طهران لاستقبال الوفد الماليزي فحيل بينه وبين الوفد ورده مسئولو المطار من غير أن يتمكن من مقابلة الوفد .

 

ومضى هذا أن جميع المشاركين في المؤتمر كالأسرى،

                             -34-

 شأنهم شأن الشعب الإيراني كله الذي يعيش في الأسر داخل بلده إيران !!

 

ولأن الأسير يحيا حياة مهينة ذليلة ولأنه يحيا غريبا حتى ولو كان بين أهله وذويه فإن لا يمكن مع هذه الحالة أن يكون له ولاء لأسرة، وإذا افتقد الولاء افتقد العطاء وقل الإنتاج، وهذه هي حالة الشعب الإيراني الآن، فالاقتصاد الإيراني كان على درجة من القوة بعرفها خبراء الاقتصاد ويلمسها الرجل العادي إذا تجول في أنحاء إيران،و لكن ماذا ترى الآن بعد سنوات قليلة من قيام الثورة الخمينية ؟

 

إن التجارة الآن ليست هي التجارة التي كانت، فما ابعد الفرق بين الرواج الذي كانت  عليه التجارة في إيران والكساد الذي تعيشه الآن (9) .

 

والصناعة تقهقرت إلى الوراء بسرعة تردى الصخور الضخمة من شاهق جبل .

 

والتعليم لم يعد كما كان، فالمبلغ المخصصة له تضاءلت، والشباب الصغير وجه وجهة أخرى غير العلم والتعليم ، فقد

ـــــــــــــــ

(9) ولا يعني هذا أننا نتعاطف مع عهد الطاغية شاه إيران، ولكن الخطأ لا يصحح بالخطأ وقد كان المأمول أن تتفرغ الثورة الإيرانية لبناء شعبها وتقديم نموذج . . وليس القتل .

 

-35-

ساقوه إلى الحروب ليكون وقود أطماع الثورة الإيرانية .

 

ومن الطبيعي تبعا لذلك أن تنخفض قيمة العملة الإيرانية انخفاضا لا مثيل له من قبل .

 

والحاجات اليومية الضرورية للشعب الإيراني وفي مقدمتها المواد الغذائية فقد أصبحت على حالة من الندرة لم يسبق لها مثيل، وإنه لا يستطيع أحد الحصول على ضروريات الحياة إلا بعد ضياع يوم أو نصفه وقوفا في الصفوف الطويلة انتظارا لدوره، ولابد من مثل هذه الأحوال من اختفاء السلع والمضاربة عليها وارتفع أسعارها ارتفاعا فاحشا .

 

وقد حتمت ندرة السلع واختفاؤها قادة الثورة الإيرانية أن يضعوا في كل حارة مندوبا للخميني يرجع إليه من يريد الحصول على ما يحتاج إليه ويحصل على إذن منه وهذا باب خبيث للتحكم في الناس عن طريق التحكم في الأقوات نقلته الثورة الإيرانية من النظام الشيوعي(10)، وكأنه قدر على علماء

ـــــــــــــــ

(10) وممارسة الأحزاب والجماعات الحاكمة في البد العربية الثورية التقدمية إلى الخلف !!

 

-36-

إيران وآيات الله فيها أن يأخذوا أسوأ ما في النظام الشيوعي وأسوأ ما في النظام الأمريكي للتحكم المطلق في الشعب الإيراني ومطاردة المعارضين لهم وتعذيبهم وإهداء دمائهم إذا دعت الضرورة إلى ذلك !!

 

ولم تستبيح في إيران حرمات المسلمين " السنة " وحدهم وإنما استبيحت أيضا حرمات المساجد. أما مساجد أهل السنة فمنها ما هدم ومنها ما أطلق الرصاص على المصلين فيه،و أما مساجد أهل الشيعة فإن آيات الله يدخنون فيها السجائر كما سبق أن ذكرنا ويعلقون فيها صور الخميني وصور آيات الله الآخرين، وقد قلت لبعض علماء إيران: لو استوليتم لا قدر الله على المسجد الحرام هذا هدف معلن لثورتكم والمسجد النبوي، فهل ستعلقون في داخلهما صور الخميني والآيات الأخرى كما تفعلون في مساجد إيران ؟ قالوا: نعم ليس في هذا من حرج، نحن نذهب بهذه الصور ،إلى كل المساجد ولا يختلف الحرمان الشريفان عن أي مسجد من المساجد في هذا الأمر عندنا . فقلت لهم: لا حقق الله لكم أمنية لا نفذ لكم رغبة في شأن الحرمين الشريفين أو غيرهما لأنكم تريدون أن تدخلوا الصور والتماثيل في بيت الله الحرام مرة أخرى كما فعل مشركو مكة من قبلكم، فقالوا: أنتم لا تفهمون أساليب الثورة الإيرانية . ( ونحن نحمد الله تعالى على هذا الجهل بأساليب الثورة الإيرانية ) !!

 

والواقع أننا ما رأينا أثرا للإسلام في الشوارع الإيرانية

                            -37-

 ولا في الأسواق الإيرانية . فالإسلام بعيد كل البعد عن حركة الحياة اليومية في إيران، وهذا متناقض لمزاعمهم أن الإسلام قد عاد إلى الحياة الإيرانية في كل مدينة وقرية وحارة .

 

أما الزنا فإنا لا نزعم انتشاره في إيران بصورته المعروفة، وهذه المسألة يصعب الخوض فيها حتى لا نكون ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وما يذاع وبشيع عن هذه الأمور لا ينبغي أن يقوم عليه حكم أو يؤسس عليه تحور. ولكنه من ناحية أخرى موجود في إيران ومنتشر جدا في رأي جميع علماء أهل السنة في صورة ( نكاح المتعة) وهو نكاح لا تقوم به أسر ولا تبني به بيوت ولا يعرف له استقرار وإنما هو نكاح لقضاء الشهوة وحدها وليس هذا هو الهدف الأول من النكاح في الإسلام، وفي كثير من البيوتات تنتشر الخمور، وتنتشر في بعض الفنادق .

 وحكومة آيات الله العظمى مشغولة عن هذا كله أو هي تغض الطرف عن هذا كله في الوقت الذي تعلن فيه ليل ونهار أن إيران تعيش الإسلام وتطبق الإسلام وتحيا بالإسلام .

 إن هذه الحكومة قد اكتفت بالقبضة السياسية الحديدية والاستيلاء على إيراد بترول إيران تاركه الشعب يتضرر جوعا ويفعل ما يشاء حينما يشاء ، ولهذا غادر إيران كثيرون  تجاه

 

-38-

<SPAN lang=AR-SA style="FONT-SIZE: 16pt; FONT-FAMILY: 'Simplifie