''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''
: الإمام الخميني : أعماله - خمينيون قتلهم الخميني

إدارة الموقع

10 / 1 / 2021

دعوة لقراءة المقال

نسخة لطباعة المقال


خمينيون قتلهم الخميني

كما كانت سياسة الخميني تجاه أعداء ثورته عنيفة ودموية، فكذلك كانت سياسته تجاه رفقاء دربه وأعوانه عندما دب الخلاف بينهم!

كما كانت سياسة الخميني تجاه أعداء ثورته عنيفة ودموية، فكذلك كانت سياسته تجاه رفقاء دربه وأعوانه عندما دب الخلاف بينهم!


فالخميني الذي حكم إيران ما بين عامي (1979 – 1989م)، ركب على ثورة الشعب الإيراني حتى أطيح بالشاه محمد رضا بَهْلَوِي.

وكان الأب الروحي لعدد من الشيعة داخل إيران وخارجها، ودرجته الحوزوية "آية الله" وتضاف إليها "العظمى" لأنه بلغ الاجتهاد في نظر الشيعة وأصدر رسالته العملية، أي مجموعة فتاواه في العبادات والمعاملات في الإسلام. ولكنه لم يكن قائد الثورة الفعلي وإنما جموع الشعب بكافة أطيافه المتضررة من استبداد الشاه وفساده.

الخميني كان رجلاً سياسياً بكل معنى الكلمة، وكان حاذقاً جداً؛ إذ ركب على ثورة الشعوب الإيرانية وأخذ زمام الثورة والحكم وكافح كفاحاً شديداً من أجل الحفاظ على كرسيه الهش في مستهل الثورة، ثم رسخت أرجله في حكم إيران في ما بعد، وقتل وشرد وسجن ونفى كلَّ من خالفه.

وسنذكر أسماء أشهر رجال الدين والسياسة الإيرانيين الذين قتلوا في مدة حكم الخميني، والذين قتلوا بعده لكن على النمط والطريقة نفسهما.

هذه طريقة المستبدين الطغاة الذين لا يقبلون أي صوت يخالف صوتهم، ولا يتحملون شخصاً لا يأتمر بأوامرهم، والخميني ليس مستثنى من هذه القاعدة.

وإليكم بعض الخمينيين الذين قتلهم الخميني:

صادق قطب زاده:

أول من نتكلم عنه هو صادق قطب زاده، كان مستشاراً للخميني ووزير الخارجية والإعلام في مرحلتين بعد انتصار الثورة. وهو الذي استأجر الفيلا الذي يسكن فيها الخميني في قرية نوفل لوشاتو بفرنسا.

صادق قطب زاده كان مترجماً ومستشاراً سياسياً للخميني أيام إقامته في فرنسا؛ حيث درس قطب زاده اللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة. ويعد من أهم معاوني الخميني ولولاه لما استطاع الخميني أن يتكلم مع الغربيين بسهولة ولما استطاع أن يطمئنهم على حكومته القادمة، وبعبارة أخرى لولا صادق قطب زاده لما استطاع الخميني خداع الغرب بسهولة.

كان قطب زاده عضواً في عدد من الأحزاب السياسية في عهد الشاه المخلوع، وهرب من إيران بسبب مواقفه العدائية لحكم الشاه، وجال في المنطقة وزار لبنان والتقى فيها بموسى الصدر وزار العراق وسوريا وفي النهاية زوَّر جواز السفر السوري وذهب إلى فرنسا، ولما رجع الخميني من فرنسا إلى إيران بطائرة فرنسية خاصة رافقه صادق قطب زاده، ومن الطريف أنه سأل الخميني ما شعورك بعودتك إلى إيران بعد كل هذه السنوات؟ رد الخميني قائلاً: لا شيء! وبهت قطب زاده من جوابه.

ثم بعد وصولهم إلى طهران وبعد تشكيلهم الحكومة المؤقتة شارك صادق قطب زاده في كتابة الدستور الإيراني الجديد وشغل مناصب عليا من وزارة الإعلام ووزارة الخارجية وعضوية البرلمان، لكنه بسبب خلافاته مع الخميني اتُّهم بمحاولة تفجير بيت الخميني وأجبروه أن يعترف بهذه التهمة على التلفزيون الحكومي، وتم إعدامه في سجن إيفين بعد أربع سنوات من الثورة.

أية الله حسن لاهوتي:

كان في عهد الشاه من مناصري الخميني وأمضى ثلاث سنوات قبل الثورة في السجن، وبعدما أُفرج عنه ذهب إلى فرنسا ليرافق الخميني، ولم يمكث هناك إلا عشرة أيام ثم رجع إلى إيران مع الخميني في الطائرة الفرنسية التي خصصت للخميني ورفاقه. وهناك صورة مشهورة من نزول الخميني من الطائرة وحسن لاهوتي واقف خلف الخميني.

بعد تأسيس ما يسمى بحكومة الجمهورية الإسلامية في إيران انتخب عضواً في البرلمان الجديد، وكان أول خطيب للجمعة في مدينة رَشْت مركز محافظة جيلان. إذ إن الشيعة لم يصلوا صلاة الجمعة في إيران منذ عهد الصفوية حتى عهد الخميني.

تقول الشيعة إن الجمعة من خصائص الإمام، ولا يجوز لأحد أن يصلي الجمعة بالناس إلا الإمام أو نائبه والخميني يعد نفسه نائباً للإمام المهدي (المزعوم) وهو يعيين الأئمة.

 وإلى يومنا هذا المرشد الأعلى في إيران هو الذي يعيين أئمة الجمعة في كل المدن الإيرانية.

ثم تقلد حسن لاهوتي مناصب أخرى مثل قيادة قوات الانقلاب، وكان مهمتها إعادة الأمن إلى المجتمع وكانت بمثابة الشرطة في مستهل الثورة. وتقلد أيضاً منصباً أهم وهو رئاسة الحرس الثوري الإيراني لمدة وجيزة.

لكن كل ما قدمه للخميني وثورة الرضيعة لم يشفع له عند الخميني لأنه كان ذا آراء تخالف آراء المرشد الأعلى الذي يسمي نفسه الولي الفقيه والمرجع الأعلى ونائب إمام الزمان. كثيراً ما يقول الخميني أمرت من الله أن أقود هذه الثورة.

ثم بسبب عدم تصويته ضد بني صدر، أول رئيس للجمهورية الإسلامية في مجلس الشورى، حقد عليه الخميني وتم اعتقاله وبعد فترة وجيزة مات في السجن. وقالت الحكومة آنذاك مات حسن لاهوتي على إثر نوبة قلبية... لكن قالت أسرته كما نقلت عنهم مجلة أسبوعية باسم "شَهْرْوَنْد" بعد الفحص الطبي للجسد وجدوا مادة إستريكنيك السامة في معدة المتوفى. وبسبب هذا الحوار مع أسرة لاهوتي تم إغلاق المجلة في عهد أحمدي نجاد.

داريُوْشْ فُرُوْهَر:

داريوش فروهر كان من السياسين القدامى في عهد الشاه، كافح نظام السلطة وسجن في عهد الشاه أكثر من عشر مرات، وكان ابن الخميني (مصطفى) معه في أحد السجون. ويقال إن هذه المعية كان سبباً للإفراج عنه بعدما سجنه الخميني بثلاث سنوات بعد الثورة.

كان داريوش فروهر يقود المظاهرات ضد الشاه وأسس عدة من الأحزاب السياسية، وكان جريئاً جداً حتى أنه واثنين من أصحابه (د. كريم سنجابي، وشابور بختيار) كتبوا رسالة إلى الشاه وطلبوا منه صراحة أن يتخلى عن الاستبداد بالحكم وينصاع لمطالب الشعب.

وكان داريوش فروهر قبل انتصار الثورة قد ذهب إلى باريس ليصاحب الخميني ولم يمكث هناك إلا ستة عشر يوماً إلى أن رجع معه في طائرته الخاصة إلى طهران، وكان من مقربيه في بداية الثورة.

وبعد انتصار الثورة رشح نفسه لرئاسة الجمهورية لكن سبقه بني صدر سبقاً بعيداً وجاء هو في المرتبة الثانية، وفي حكومة "بازركان" انتخب وزيراً العمل، وكان مندوب الرئيس في أمور كردستان.

وبسبب جموحه أمام استبداد الخميني فقد سجن، ولكن شفعت له معية مصطفى خميني في سجن الشاه وأفرج عنه بعد ستة أشهر. وبعد ذلك تم إقصاؤه من كل عمل سياسي داخل الحكومة؛ لكنه واصل طريقه وتم اغتياله في بيته مع زوجته "بَرْوَانَهْ إِسْكَنْدَرِي" سنة 1999 يعني بعد 9 سنوات من وفاة الخميني.

حسين علي منتظري: 

آية الله حسين علي منتظري (1922) هو الآخر من المتضررين من حكم الخميني في إيران. هو رجل دين إيراني، وكان أحد قادة الثورة المسماة بالإسلامية.

بعد انتصار الثورة تولى المنتظري رئاسة مجلس قيادة الثورة، ومجلس الخبراء، وأصبح إمام الصلاة الجمعة بعد رحيل آية الله محمود طالقاني، وأخيراً عينه الخميني نائباً للمرشد الأعلى، باعتباره الرجل الثاني في الثورة الإيرانية، وأطلق عليه لقب نائب القيادة العليا.

شكلت حمايته المستمرة لشقيق صهره، مهدي الهاشمي، المسؤول السابق عن مكتب حركات التحرر، بداية التوترات بينه وبين النظام والثورة. فقد اتهم مهدي هاشمي من قبل النظام في مايو من عام 1986 بإفشاء معلومات المفاوضات التي جرت بين الناطق باسم البرلمان الإيراني آنذاك، علي أكبر هاشمي رفسنجاني مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أيضاً متهماً من قبل النظام السابق بقيامه باغتيال مراجع الدين في إيران سنة 1988. فصدر حكم إعدامه على الرغم من معارضة منتظري واحتجاجه على ذلك.

وفي ما بعد ازدادت التوتُّرات بين منتظري وبين النظام. فكان في بعض القضايا، كاستمرار الحرب العراقية - الإيرانية ومحاكمات المعارضة من جماعة مجاهدي خلق، يقف بخلاف ما يعتقده أقطاب النظام. ثم قام بإرسال رسائل إلى الخميني موجهاً فيها انتقاداته للنظام. وتوفي في بيته عام 2009 محصوراً مهجوراً.

العلامة أحمد مفتي زاده:

ولد العلامة أحمد مفتي زاده (1933-1993) في مدينة سِنَهْ (سَنَنْدَجْ) في محافظة كردستان في عائلة دينية عريقة.

بحلول الثورة الخمينية عام 1978 کان مفتي زاده‌ قد أسس حرکته السیاسیة الإسلامیة مع رفاقه الکرد الذین أیدوه في فکرة تأسيس دولة إسلامیة في إيران مع حکم ذاتي للکرد في إطار الدولة الإيرانية.

في عام 1978 أسس مفتي زاده المدرسة القرآنیة في مدینة سنه‌ (سنندج) في کردستان إيران، فالتف حوله شباب منطقة كردستان وعموم شباب إيران من أهل السنة والجماعة.

ساهم مفتي زاده في الثورة على الحكم الشاهنشاهي وضاعف جهوده لدعم الثورة بتوعية أهل السنة والنهوض بهم لمسايرة باقي الإيرانيين من الشيعة في وجه الطغاة وساهموا في الثورة مساهمة فعالة وقدموا في سبيل ذلك تضحيات كثيرة من خيرة أبنائهم.

بعد انتصار الثورة كان أحمد مفتي زاده عضواً في مجلس الثورة ومجلس الشورى الإسلامي في إيران.

بعد عدة مناقشات مع قائد الثورة الخمیني، عبر وسطاء. ذکر أن مفتي زاده‌ قال: إن ضمانات الحکم الذاتي في کردستان موجودة في جیبي. لقد عرض قادة الثورة الإسلامية عدداً من الضمانات لحکم ذاتي للکرد في إيران مقابل دعم الکرد للثورة الإسلامیة.

لكن الخميني خدعه ولم يفِ بأي ضمان أعطاه بل ناصبه العداء، واعتقل مفتي زاده‌ عام 1983 في عهد الخميني من قبل السلطات الإیرانیة بحجة أنه یشکل خطراً علی الأمن القومي وأمضى عشر سنوات عجاف في السجن وعذب وسجن في الزنزانة الانفرادية، توفي مفتي زاده‌ بعد أشهر قليلة من إطلاق سراحه عام 1993 وكان قد اشتد عليه المرض.

أبو الحسن بني صدر:

ولد أبو الحسن بني صدر في مقاطعة همدان في إيران، وكان والده من رجال الدين النافذين في همدان، وكانت تربطه صداقة مع روح الله الخميني. درس بني صدر الاقتصاد والحقوق الإسلامية في جامعة طهران.

كان بني صدر يقيم في باريس مدة خمسة عشر عاماً، وبعد انتصار الثورة رجع إلى إيران مع الخميني في طائرة مخصصة له وشغل مناصب عالية في الحكومة المؤقتة وبعدها عين أول رئيس إيراني بعد الثورة بأصوات الشعب. لكن سرعان ما انقلب عليه أنصاره الثوار من الخمينيين وتواطؤوا ضده وسحبوا الثقة عنه في مجلس النواب، وبعد ذلك هرب من الإيران ويعيش حالياً في باريس.

الإعدامات

أما الإعدامات الجماعية للمنتسبين إلى منظمة مجاهدي الخلق في عهد الخميني وبأمره يفوق عددهم ثلاثة آلاف شخص، أعدموا في السجون وهم أيضاً كانوا في سلك الخمينيين؛ إذ أيدوا ثورة الخميني وساعدوه في بداية الثورة؛ لكن الخميني انقلب عليهم وحاربهم واعتقل آلافاً منهم وأعدمهم في السجون.

 

رحلة العودة

في تقرير نشرته محطة بي بي سي البريطانية، فإنه قد رافق زعيم الثورة الإيرانية، الخميني عند عودته إلى إيران بعد 15 عاماً من المنفى، عدد من حلفائه، ولكن بمجرد استقرار الأوضاع في يده، اختفوا جميعاً في ظروف مشبوهة وغامضة