''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''
: الإمام الخميني : أعماله - الرعب المدمر

مشرف الموقع

10/8/1425

دعوة لقراءة المقال

نسخة لطباعة المقال


الرعب المدمر

الرعب المدمر للخميني

 

الرعب المدمر

 

1)  اغتصاب الحرس الثوري الفتيات المجاهدات قبل اعدامهن

2)     اربعين الف سجين سياسي

3)     300 الف قتيل ضحايا الحرب و60 الف قتيل ضحايا الحروب الاهلية

4)     اضطهاد الامام الشر يعتمداري واعدام قطب زادة

5)     غرفة الاغتيالات

6)     اعتقال صهر الخميني في المانيا بسبب تهريب المخدرات

7)     قصة مريم

8)     الحجتية تنسف الخمينة

9)     حاميها حراميها

10)                    التعذيب البشع في سجون الخميني

11)                    التاريخ يعيد نفسه

12)                    الخميني يرفض نداء علماء الاسلام

13)                    الخميني يقول : لاتلهيكم الحرب الصغيرة عن الحرب الكبيرة

14)                    المراهقون في جبهات الحرب مع العراق

  

(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27))

                الرعب المدمر

 

لقد مضى على تأليف الثورة البائسة عام ونصف عام وبسبب المرض الذي الزمني الفراش لمدة ثلاثة اشهر ومن ثم اسفار متلاحقة لم استطع تقديم الكتاب إلى المطبعة وها هو الكتاب يأخذ طريقه إلى النور بأذن الله وارادته .

ان الشهور الثمانية عشر التي مرت على الثورة البائسة وهو بعد لم يقدم للنشر كانت شهور الاحداث الجسام في ايران فقد وصلت النكبات المتلاحقات إلى القمة وازداد عدد الضحايا بصورة مرعبة والتدمير الشامل للبلاد بلغ مبلغا عظيما لا يكاد يتصوره المرء . فكان لابد من تصحيح الارقام التي ذكرناها في الكتاب سواء تلك التي كانت تتعلق بالضحايا البشرية او الخسائر المادية . وهكذا تلك الاهوال الجسام التي مرت على الشعب الايراني المسكين في غضون هذه الفترة . لقد تم تصحيح الارقام في متن الكتاب عند مراجعتنا لتصحيحه ولكن رأينا من الافضل اضافة فصل خاص في آخر الكتاب يشمل كل الاحداث المرعبة والمدمرة التي حلت بايران في الفترة التي اشرنا اليها ولذلك جاء اسم الفصل بالرعب المدمر .

(1)

اغتصاب الحرس الثوري الفتيات المجاهدات قبل اعدامهن

لقد بلغ التوحش وتدمير الاخلاق اوجه في الجمهورية التي اسسها الخميني ولدى حرسه فلم يحدث حتى في العصور المظلمة والقرون الوسطى ما يحدث الان في سجون ايران وحتى المغول والتتار وما عرف عنهم من وحشية وتدمير ورعب وارهاب لم يرتكبوا ما يرتكبه حرس الامام بالنسبة لشعب ايران .

ان هذه الزمرة المتوحشة تغتصب الفتيات المنتميات إلى ( حزب مجاهدي خلق ) قبل تنفيذ حكم الاعدام بهن . وها انا اشهد الله ورسوله بانني سمعت بهاتي اذني من شخصية دينية مرموقة · احتفظ باسمه خوفا على حياته انه قال لي والدموع تسيل من عينيه ( ان هذا الامر الرهيب والخطب الفادح يحدث في سجون ايران والخميني يعلم بما يحدث وهو صامت لا ينبس بكلمة لان الذي يهدر دماء المسلمين والمسلمات لن يأبى من هدر اعراضهم ) وقد تواترت الانباء عن ابنة احد الاطباء المعروفين والتي عثرت امها بين مخلفاتها التي حملت اليها بعد اعدامها هذه العبارة التي كتبتها على قميصها بالمداد ( يا ابتاه ان حرس الثورة تجاوزوا على شرفي سبع مرات وها انا اساق إلى الموت بلا ذنب او جرم ) .

والوقاحة الاشد والانكى هي ان حرسا ثوريا يذهب إلى ام الضحية وابيها ويقدم لهما مبلغا زهيدا يعادل عشرة دولارات ويقول لهما متبجحا ساخرا شامتا هذا مهر ابنتكم التي اعدمت وانا تزوجتها زواجا موقتا قبل الاعدام حتى لاتدخل الجنة لاننا سمعنا من كبرائنا ان الباكر لاتدخل النار فكان لابد من ازاحة هذه العقبة لدخول ابنتكم النار .

وقد حدث مرارا وتكرارا ان هذه الوحوش الكاسرة اعتدوا على اعراض المسلمات واغتصبوا الفتيات امام امهاتهن واقربائهن . ان القصة الحزينة التير يرددها الشعب الايراني في كل مناسبة هي قصة تلك الفتاة التي اعتدى اربعة حراس الثورة الاسلامية على شرفها وبحضور امها وذلك عندما داهموا بيتها لالقاء القبض على ابيها فلم يعثروا عليه وقد كانت وطأة الحادث المرعب شديد على الفتاة بحيث فقدت اتزانها واصيبت بالجنون فحملت على مغادرة ايران للعلاج ولكن العلاج لم يجد نفعا واخيرا انتحرت الفتاة بأن القت بنفسها من بناية شاهقة لكي تنسى جحيم الامام الخميني . وقد حدثني قاض الشرع في مدينة يزد الايرانية انه عندما حكم بالاعدام على احد افراد الحرس الثوري لانه داهم بيتا للسرقة واعتدى على شرف زوجة صاحب البيت خرج حراس الثورة يشيعون زميلهم المعدوم وهم يرددون بصوت واحد ( ايها الاخ الشهيد اننا سنسير على دربك ) وبعد يومين عزل الخميني قاض الشرع لانه اعدم حاميا من حماة الاسلام على حد تعبيره .

(2)

اربعون الف اعدام سياسي

لقد تجاوز عدد الذين اعدمتهم المحاكم الثورية حتى كتابة هذه السطور اربعين الف شاب وشابة وشيخ وشيخة ثلاثون الف منهم فقط من حزب مجاهدي خلق كما ان بين هذه الضحايا بضعة الاف من الفتيات والفتيان الذين لم يبلغوا سن الرشد ولكن الجلادون لم يرحموا الصغار كما لم يرحموا الكبار .

 

 

 

 

(3)

300 الف قتيل ضحايا الحرب و 60 الف قتيل ضحايا الحروب الاهلية

لقد تجاوز عدد ضحايا الحرب الدائرة رحاها بين ايران والعراق منذ اربع سنوات ثلاثمائة الف قتيل ونصف مليون معوق كما ان ضحايا الحروب الاهلية الدائرة رحاها في كردستان وغيرها تجاوزت الستين الفا واذا اضفنا إلى هذه الاعداد الاربعين الف شخصا الذين اعدمتهم المحاكم الثورية فيكون مجموع الاشخاص الذين لاقوا حتفهم في ايران منذ استيلاء الخميني على السلطة اربعمائة الف قتيل أي بمعدل ثلاثمائة قتيل في كل يوم وقد بدا واضحا وجليا وبعد ان رفض الخميني الصلح مع العراق اكثر من مرة ان ثلاثمائة قتيل في كل يوم لاتروى عطش الامام في اراقة الدماء فهو يطلب المزيد ثم المزيد .

 

(4)

اضطهاد الامام الشريعتمداري واعدام صادق قطب زادة

لقد كان الامام الشريعتمداري مضطهدا منذ سنتين ولكن هذا الاضطهاد بلغ اوجه وبلغ مرحلة لم تحدث لها نظير حتى الان في تاريخ المرجعية الاسلامية في ايران وفي غير ايران . فقد اتخذ الخميني مؤامرة قطب زادة الفاشلة ذريعة للبطش بالامام الشريعتمداري وازاحته تماما من الطريق . فقد اتهم الشريعتمداري بالاشتراك في المؤامرة تلك وقد بلغت الوقااحة والخسة بالجلادين المعروفين الشيخ صادق الخلخالي واللاجوردي ان ذهبا إلى دار الامام وطلبا منه ان يعترف بالاشتراك في المؤامرة وتمويله لها وعندما نهرهما الشريعتمداري بشدة صفع اللاجوردي الامام البالغ من العمر ثمانين عاما ثم قال له سنغتصب عرضك امام عينيك اذا لم تقل ما نمليه عليك وهكذا ارغم الامام ان يقول ما اثلج صدر الخميني واذاعت التلفزة والراديو اعترافات الامام حسب ادعائها ولم يقنع الخميني بكل هذا بل امر بوضع الشريعتمداري تحت الحراسة المشددة في بيته لايزور ولايزار وعندما طلب الامام الشريعتمداري السماح له بالسفر إلى خارج ايران للعلاج من مرض السرطان رفض الخميني ذلك قائلا فليعالج داخل ايران .

اما قطب زادة فقد اعدمه الخميني ولم يرع فيه السنوات العشرين التي افناها في خدمته وقد ابنه الرئيس ابو الحسن بني صدر بقوله "هنيئا له فقد لاقى حتفه على يد اشقى اهل زمانه " حقا لقد صدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم " من اعان ظالما سلطه الله عليه . "

 

(5)

غرفة الاغتيالات

لقد اسست غرفة الاغتيالات في دائرة ساواما التي حلت محل السافاك القديم . ويشرف على اعمال هذه الغرفة احمد الخميني ابن الامام الخميني والشيخ صادق الخلخالي واللاجوردي المعروفين ومهمة هذه الغرفة اغتيال المناوئين السياسيين للنظام في خارج ايران . ولهذه الدائرة ميزانية خاصة لا علاقة لها بميزانية الدولة بل تتصل مباشرة بميزانية الخميني الخاصة حتى تبقى اسرارها واعمالها سرية لايعرف بها احد الا الله والاشخاص الثلاثة المشرفين عليها .

رحم الله قائل هذا البيت

افضل من افضلهم صخرة

لاتظلم الناس ولاتكذب

 

(6)

اعتقال صهر الخميني في المانيا بسبب تهريب المخدرات

لقد شاء الله ان يفضح هذا النظام الفاجر الذي اعدم اكثر من الف واربعمائة شخصا حتى الان بتهمة الاتجار بالمخدرات امام الاجيال الحاضرة والقادمة . فقد اعتقلت في اذار هذا العام (1983) الشرطة الالمانية في دوسلدرف صادق الطباطبائي وهو صهر الخميني واقرب المقربين اليه ومرشحه لرئاسة الدولة وهو يحمل في حقيبته اليدوية كيلوغراما وستمائة غرام من الافيوان . ولم يخجل النظام الحاكم في ايران من هذه الفضيحة بل بذل قصارى الجهد للافراج عنه وهدد النظام الايراني الحكومة الالمانية بقطع العلاقات السياسية معها اذ لم يفرج عن السجين الجبيب واخيرا رضخت الحكومة الالمانية إلى طلب ايران وافرجت عن الطباطبائي حيث طار إلى طهران واستقبله الخميني مباركا له الخلاص من سجن الالمان وفي صباح اليوم التالي اعلنت الحكومة الايرانية في نشرات اخبارها هذا النبأ . " لقد تم تنفيذ حكم الاعدام بحق احد عشر متهما بتهريب المخدرات في فجر هذا اليوم " .

 

(7)

قصة مريم

انها القصة التي ترددها الالسن في كل مكان من ايران ومريم هي ابنة مصطفى ابن الخميني الذي وافاه الاجل في النجف (العراق) وعمرها لم يتجاوز السادسة عشر لقد جاءت الحفيدة إلى جدها وقالت له ماذا يكون الجواب يا جداه اذا قال مجتهد ورع عادل بأنك لست مسلما بسبب الاعمال التي ارتكبتها وتقليدك حرام في هذه الحالة وهنا سألها الجد بمكر ودهاء من الذي يقول هذا الكلام يا ابنتاه ؟ فأجابت الفتاة ببرائة الفتاة الساذجة المراهقة انه جدي لامي الامام الشيخ الحائري . فاكفهر وجهه الجد العجوز وقاله لها ناهرا اياها اخرجي من عندي ولاتعودي إلى داري ابدا . ولم يسمح الجد منذ ذلك اليوم ان تدخل عليه حفيدته اما الشيخ الحائري فهو الشيخ مرتضى اليزدي الرجل الذي يستسقى الغمام بوجهه ولا يختلف اثنان في علمه وورعه واجتهاده وتقواه وليس الامام الحائري هو الوحيد بين علماء الاسلام في ايران والذي قال في الخميني ما كدر صفو حياته بل هناك اعلام اخرون قالوا في الخميني المقالة نفسها ولكنهم لم يعلنوا ذلك خوفا من بطش الرجل بهم ولقد قال احد هؤلاء انه لايخشى من الخميني على نفسه ولكنه يخشى على عرضه فالامام الشريعتمداري خير نموذج لكل من اراد النيل من الخميني .

 

 (8)

الحجتية تنسف الخمينية

الحجتيون قوة دينية تسير في شريان الشعب الايراني ومن الصعب القضاء عليها مهما حاول الخميني . وليست الحجتية ظاهرة جديدة في ايران ولكنها ظهرت على مسرح الأحداث بعد ان ملأ الخميني البلاد فسادا وشرا ونكرا باسم الدين وتحت غطاء ولاية الفقيه .

وتطلق على هذه الجماعة (الحجتية) تبركا باسم الحجة محمد ابن الحسن المهدي وهو الامام الثاني عشر للامامية في كل مكان . وعلماء الامامية قاطبة يعتقدون ان ولي امر المسلمين الذي يحق له ان يتصرف في شؤون الامة انما هو الامام المهدي الذي سيظهر بارادة الله ليملأ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت جورا وظلما وليس لاحد غيره ان يتصدر هذا المنصب ولذلك فان ولاية الفقيه التي اتى بها الخميني انما هي بدعة وضلال . وقبل ايام قليلة خطب الامام الطباطبائي القمي في جمع حاشد بمشهد الرضا عليه السلام واعلن هذا الرأي بجرأة وندد بولاية الفقيه وندد باستمرار الحرب مع العراق وقال ان الدماء التي تراق في ساحات القتال كلها برقبة الخميني وهو المسؤول عنها امام الله كما  ان رفض الصلح الذي اقترحه العراق اكثر من مرة انما هو خروج على دستور الاسلام .

وقد اراد الخمينيون ان يبطشوا بالامام الطباطبائي بعد هذا الموقف الشجاع ولكنهم لم يستطيعوا لما يتمتع به من شعبية عظيمة في البلاد ثم ان الامام الطباطبائي كان زميلا وندا للخميني في نضاله ضد الشاه وسجن معه في زنزانة واحدة اربعين يوما وبعد ذلك حمل الخميني على مغادرة ايران ليسرح ويمرح في ارض الله الواسعة قرابة خمسة عشر عاما اما الامام الطباطبائي فقد قضى كل هذه الفترة في سجن الشاه او قيد الاقامة الجبرية في مناطق نائية من ايران ولذلك لم يكن من السهل اخماد صوت الامام الطباطبائي القمي كما اخمدوا صوت الآخرين من الشخصيات الدينية الكبيرة .

 

(9)

حاميها حراميها

لقد وصل الاستهتار في سلب اموال الشعب وممتلكاته في ظل النظام الحاكم إلى مرحلة خطيرة لابد من تسجيلها للتاريخ . فاللجان الثورية والمحاكم الثورية ليستا الوحيدتان في سرقة اموال الشعب وممتلكاته.

ويبدو واضحا وجليا ان تلك الطبقة التي كانت تمد يدها إلى هذا وذاك بالامس القريب لملء بطنها لم تقنع بمئات الملايين التي سرقتها من اموال الشعب باسم حماية المستضعفين بل ابتكرت اسلوبا بشعا آخر لسرقة اموال الامة .

فالقابضون على السلاح في ايران يرسلون المسلحين في اناء الليل إلى دور الاغنياء ليسرقوا النفيس والغال منها واذا ذهب احدهم إلى السلطة يشكو مما حل به اصابه من الاذى والشر ما جعله يردد قائلا رضينا من نوالك بالرحيل .

واما قصة العمولات التي يقبضها احمد الخميني وصهره صادق الطباطبائي من الشركات الاجنبية التي يستوردون منها الاسلحة والاغذية والحاجات الاخرى فانها تفوق الخيال .

ان الضالعين بشؤون ايران الداخلية يعتقدون ان الاموال التي سرقها احمد الخميني وبطانته وصهره في اربعة اعوام من عمر الزمان يفوق ما استولى عليه الشاه واسرته في ثلاثين عاما من حكمه باضعاف مضاعفة .

 

(10)

التعذيب البشع في سجون الخميني ابشع من سجون السافاك

ان انين السجناء السياسيين تحت التعذيب في سجون الامام الخميني يسمع الصم وينطق البكم . ان الاعمال الوحشية والربرية التي ترتكب بحق السجناء تفوق كثيرا على ما كانت تحدث في سجون السافاك بل حتى في سجون بوكاسا في افريقيا الوسطى . ان حديث الناس في مجالسهم ونواديهم تدور غالبا على اولئك الذين اصابتهم لوثة عقلية بسبب التعذيب الذي تعرضوا له على يد الحرس الثوري وقد اصبح شفائهم متعذرا لهول العذاب الذي لاقوة من حراس الاسلام على حد تعبير الامام الخميني .

ان قلع الاظافر وحرق الجسد بالسيجار والجلد حتى الاغماء وهكذا التجويع والتعطيش امر رائج في سجون الخميني ولكن الابشع والانكى هو تعذيب الاطفال الرضع امام امهاتهن لاخذ الاعتراف منهن اما ما يلاقيه افراد حزب مجاهدي الخلق على يد هذه الوحوش الكاسرة فقد تفوق الخيال .

ان الشرط الاول والاخير لمن اراد من افراد هذا الحزب ان يظهر الندم وينجي نفسه من الاعدام هو ان يعرف اثنان من افراد حزبه للسلطة وان يطلق النار بنفسه على واحد من افراد الحزب عندما يحكم عليه بالاعدام . واخيرا افتى الخميني بتوقيعه على سحب دم المحكومين بالاعدام في محاكمه الثورية حتى يستفاد منه جرحى الحرب مع العراق . انه امر لم يحدث حتى في سجون هيتلر بالمانيا ولا في سجون ستالين في روسيا .

(11)

التاريخ يعيد نفسه

ارى من الضرورة بمكان ان اسرد هنا حديثا دار بيني وبين الخميني عندما كان لاجئا في العراق دخلت عليه في غرفته في النجف الاشرف فرأيته مهموما مغموما حزينا كئيبا فسالته عن سبب حزنه وهمومه فاجابين انه يلاقي من ايادي الشاه الامرين وان انصار هذا الاخير بين رجال الدين الايرانيين ولا سيما انصار الامام الحكيم اقوياء يشلون كلما يريد القيام به واضاف ان امله في ازاحة الشاه اصبح ضعيفا لان الشعب الايراني بدا وكانه مل من القيام بعمل حاد ضده ولاسيما المرجعية العامة المتمثلة بالامام الحكيم تساند الشاه وتؤيده وهذا سند عظيم للنظام الايراني . قلت له ليست العبرة بما تسمعه وتراه هنا بقوة الشاه الظاهرية فانها قوة السيف التي اذا التقي باقوى منه انهار وسقط ان مايحدث الان في داخل ايران يحكي بوضوح ان النظام منهار معنويا وقد وصلت الحالة بالشاه الذي كان الشعب يحبه ويحترمه ويجله انه يتسكع من هذا وذاك كلاما في مدحه ومآثره ان الشاه الذي كان يخاطبه الامام البروجردي العظيم بالشاه نشاه وخلد الله ملكه وصل إلى مرحلة من الضياع بحيث يأبى اصغر رجال الدين منزلة ان يجيب على تحيته وانا واثق تماما ان أي نظام يسقط معنويا لابد وان يسقط عمليا ايضا ولكن الامر بحاجة إلى بعض الوقت .

فكر الخميني مليا ثم قال لي ان ما تقوله صحيح تماما ولكن من المؤسف ان اكثر الناس لايدركون مغزى هذا الواقع اني اخشى ان يدب اليأس إلى نفوس الناس .

قلت له لاتخشى ولا تحزن فلا يسقط حق ورائه مطالب .

كان هذا الحوار في عام 1971

وبعد اثنتي عشرة سنة من ذلك اليوم يعيد التاريخ نفسه واذا بالخميني الذي حل محل الشاه بعد اللتيا والتي وكان في بداية ايامه مظهرا من مظاهر الوحدة الوطنية وحب الشعب والتفاني في سبيله يصبح مظهرا من مظاهر القسوة والتوحش والفرقة وسفك الدماء . ويصل حقد الشعب عليه وعلى نظامه واركانه إلى مرحلة لم يحدث لها مثله نظير في تاريخ ايران حديثا وقديما . فاذا به سجين الشعب في جحره بقصبة جماران واركان نظامه بين مقتول ومعوق على يد الشعب الثائر وما بقى منهم لائذون في جحورهم من غضب الشعب واذا ساروا في الشوارع ساروا بسيارات الاسعاف لتمويه هوياتهم .

وفي خلال اربعة اعوام فقط من عمر هذا النظام استطاع ابطال من ابناء الشعب البررة الصامدين ان يرسلوا إلى الدرك الاسفل من النار اكثر من مائة وخميسن رأسا من رؤوسهم الكبيرة والماكرة .

ولم يحدث قط في تاريخ اية امة من الامم في حاضرها وغابرها ان تصل ضحايا اركان النظام الحاكم على يد الشعب إلى هذه الضخامة . انه ايذان بانهيار النظام الذي سقط معنويا وسينهار بكامله في يوم قريب لا مناص منه .

(12)

الخميني يرفض نداء علماء الاسلام

لقد اجتمع في بغداد اربعمائة عالما من علماء الاسلام في منتصف شهر نيسان من هذا العام (1983) وكانوا يمثلون اثنين واربعين بلدا فكان اضخم مؤتمر اسلامي عام يعقد في بغداد . وقد وجه المؤتمرون إلى الخميني نداء يطلبون منه ان يستقبل الوفد الذي انتخبه المؤتمر من كبار علماء الاسلام ليبحثوا معه سبل الاصلاح بين البلدين المسلمين .

وقد كان المؤتمرون من علماء الاسلام متفائلين بنتائج جهودهم الخيرة وذلك لان الرئيس العراقي صدام حسين الذي حضر جلسة من جلسات المؤتمر خاطب العلماء المسلمين بهذه العبارات التي نسجلها هنا وبنصها للتاريخ .

" لقد علمت بانكم قررتم ان ترسلوا دعوة إلى ايران وحسنا فعلتم "

" فالواجب الشرعي عندما تتهيأ الظروف يقتضي ان يستمع المسلمون "

" إلى الطرفين لكي يعرفوا الحق واين الحقيقة ونحن من جانبنا ليس"

" لدينا تعصب تجاه اية فكرة منطقية واسلامية وانسانية ، ونحن نعتبر "

" قراركم هذا يحتوي على كل المعاني التي اشرنا اليها .. ورغم اننا في "

" حالة حرب وقد يكون خلافا للمقاييس الدولية ولكناه ليست "

" نقيضة لمقاييسنا الاسلامية والعربية عندما نقول باننا نوافق "

" ونستضيف حتى الخميني نفسه في ان يحضر إلى هذا المكان مثلما"

" سبق لهذا الشعب ولهذه الارض ان استضفته 14 عام اذ ربما في"

" استضافته مرة اخرى ما يذكره بالاستضافة الاولى وما يفتح امام "

" الجميع فرص الخير والسلام والمحبة واكثر من هذا وايضا ربما خلافا "

" للمقاييس المتعارف عليها في العرف الدولي ومسئولية الدول والحكام "

" في الدول اقول مسبقا باننا نوافق على كل قرار تتخذونه في هذا "

" المؤتمر ، ومن الان نعطي الموافقة من اعلى سلطة في الدولة مع الاعتذار "

" لشعب العراق ولفقهاء القانون الدولي والعاملين في السياسة "

" والقوانين اذ ربما ينتقدون صدام حسين ويقولون كيف يجوز لرئيس"

" دولة ان يعطي قرارا مسبقا بالموافقة على امر لايقره ولا يراه ولا"

" يعرفه .. فاقول تعليقا على هذا بأن هذه الصفوة الخيرة التي جاءت"

" من كل بطاح الارض من المسلمين اذا ما اجتمعوا عل رأي فهو "

" الرأي الصواب وحتى لو كان لنا رأي آخر فلا نعتقد بأن رأينا هو "

" اصوب من رأي هذه الجماعة . واذا كل واحد منا اعتبر اجتهاده بانه "

" بديل عن الكل فليس بمقدور أي منا ان يلتقي ويتفاعل مع "

"  الاخرين ولنا من تاريخ المسلمين ومن علاقات زعمائها ومفكريهم"

" وقادتهم الاوائل بما في ذلك العلاقة بين قادة المسلمين وبين الرسول "

" الكريم (r) ما يجعلنا نهتدي إلى الطريق الصحيح " .

لقد زعم كثير من اعضاء المؤتمر الاسلامي ان هذا التسامح الكبير في خطاب الرئيس العراقي سيعطي للخميني فرصة ذهبية لقبول الصلح وايقاف النزيف الدموي الذي لايرضى به الله ولا رسوله ولكن الامر المؤسف المحزن هو ان رد الخميني جاء مخيبا للآمال ورفض استقبال قادة المسلمين وفوت على نظامه وعلى نفسه خير الدنيا والاخرة ولم يقنع الخميني برفض نداء الصلح الذي وجهه اليه علماء المسلمين باسم الاسلام ومصلحة المسلمين بل اخذ يشتم ويسب العلماء الذين حضروا بغداد استجابة لنداء القرآن الكريم والواجب الديني وعبر عن المؤتمر بمؤتمر الشياطين .

لقد وجهت إلى الخميني خطابا عبر الاثير بعد ان سمعت مقالته في علماء الاسلام ختمته بهذه العبارة " واما قولك ان مؤتمر علماء المسلمين "1" كان مؤتمر الشياطين فاقول لك وكل اناء بالذي فيه ينضح " .

 

(13)

الخميني يقول : ( لاتلهيكم الحرب الصغيرة عن الحرب الكبيرة )

جمع الخميني خطباء المساجد واجهزة اعلام نظامه واركان حكومته وخطب فيهم قائلا : " ان مايحدث في لبنان ولا سيما بعد احتلال اسرائيل لتلك البلاد انما هي مؤامرة لصرف انظاركم إلى تلك المنطقة المنكوبة والتقليل من شأن الحرب مع العراق . ان الحرب الكبيرة هي الحرب مع العراق واما الحرب مع اسرائيل فانها الحرب الصغيرة فلذلك لاتلهيكم الحرب الكبيرة عن الصغيرة " . هكذا ساند الخميني بيغن في احتلاله للبنان وهذا هو المنطلق الذي ينطلق الخميني منه لحفظ مصالح الاسلام والمسلمين والامة العربية .

اما السبب الذي حدا بالخميني ان يخطب هذا الخطاب هو ان احداث لبنان بعد الاحتلال الاسرائيلي لها احدث رد فعل عنيف في ايران ولدى الشعب الايراني الذي بدأ يتسائل لماذا رفض الخميني اقتراح وقف اطلاق النار الذي اقترحه العراق في تلك الايام كي يكرس جهوده لمساعدة اللبنانيين في محنتهم كما انه ظهر شعور عام لدى الايرانيين بمساعدة لبنان . وجاءت تصريحات كبار المسؤولين في الدولة دليلا على اهتمام اركان النظام بما يحدث في لبنان . والخميني على عادته المألوفة ينتظر حتى يقول كل كلمته ثم يدلي برأيه ليحسم الموقف نهائيا وهكذا فعل في احداث لبنان فحسم الموقف في صالح اسرائيل . وبعد ذلك الخطاب لم يسمع احد من المسئولين اية كلمة بالنسبة للبنان ولا الصحف اشارت اليها باهتمام ولا سمح للشعب الايراني ان يبدي شعورا نحو المحنة الكبيرة التي كانت تمر بالشعب اللبناني والمقاومة الفلسطينية . وهنا لابد من تقديم الشكر الجزيل إلى الامام الخميني وذلك باسم بيغن وشارون ومن ورائهما الكسندر هيغ وزير الخارجية الامريكية المعزول والذي خطط لهذا الاحتلال .

 

 

(14)

المراهقون في جبهات الحرب مع العراق

قبل انهيار المانيا بشهور قليلة امر ادولف هيتلر بارسال الشباب المراهقين إلى جبهات القتال حتى يسد الفراغ الذي احدثه ضخامة الضحايا بين جنوده . وامر الخميني ان يسد الفراغ الموجود بين جنوده بالشباب الذين لم يبلغوا الحلم ولكن اضاف الخميني مهمة اخرى إلى مهمة المراهقين الذين يساقون إلى جبهات القتال وهي القيام باعمال انتحارية انها السير على الالغام وتفجيرها . ويبدو واضحا ان هذه المهمة التي تناط بالاغنام في اماكن اخرى من العالم لتفجير الالغام تناط في ايران الخميني وفي نظام الجمهورية الاسلامية بالشباب المراهقين السذج الذين تلتقطهم اجهزة الامام من ساحات الابتدائية والثانوية او من الشوارع ليلقوا حتفهم في المناطق الملغومة .

وهكذا نرى بوضوح ان قيمة الانسان في الفلسفة الخمينية ارخص بكثير من قيمة الحيوان . حقا ان مايحدث اليوم في ايران يجسد لنا مأساة الانتحار الاجتماعي الذي حدث في غويانا قبل خمسة اعوام ولكن بصورة اكبر واكبر ولايستبعد ابدا ان يكون القس جونس هو الذي الهم الامام الخميني ان يسير على طريقته في الطرف الاخر من الكرة الارضية ولكن بفارق واحد الا وهو ان القس قد انتحر بعد ان اباد التسعمائة شخصا الذين كانوا من مريديه وتابعيه ولكن الامام الخميني لم ينتحر بل ينتظر بفارغ الصبر ان يرى ابادة الامة الايرانية عن بكرة ابيها ليتنفس بعد ذلك الصعداء ويشكر الله على ذلك ويحمده لانه ادخل إلى الجنة امة وشعبا على حد زعمه .

لقد كان اعتراض الآباء والامهات شديدا وعنيفا حيث خرجوا في تظاهرة .

يرددون " اذا كانت هذه شهادة ومن ورائها الجنة فلماذا لم يرسل الخميني ابنه احمد او احد افراد عائلته إلى الجنة " ولكن الحرس الثوري اباد المتظاهرين باسلوبه العنيف واصدر الخميني فتوى يقول فيها " ان الاطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد يستطيعون الذهاب إلى جبهات الحرب مع العراق بدون موافقة ابائهم وامهاتهم " وهكذا افتى الخميني بما يتناقض ودستور الاسلام ونصوصه الواضحة . انها بدعة واضحة في الدين وخروج على اجماع الامة الاسلامية وفقائها .

 

قائل هذا البيت :

صلى وصام لامر كان يطلبه

لما قضى الامر ما صلى ولا صاما

 



·  هذه الشخصية الدينية هو الامام المجاهد الكبير السيد رضا الزتجاني الذي التقينا به هنا عندما كان في سفر للعلاج وقد وافته المنية عندما كان هذا الكتاب تحت الطبع . فلذلك رأينا الأفصاح عن اسمه .

"1" لقد حضرت هذا المؤتمر على رأس وفد من المجلس الاسلامي في غرب امريكا .

كتاب الثورة البائسة للدكتور الشيعي موسى الموسوي