''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''
: الإمام الخميني : عقيدته - الخميني وتفضيل الأئمة على الأنبياء

مشرف الموقع

10/8/1425

دعوة لقراءة المقال

نسخة لطباعة المقال


الخميني وتفضيل الأئمة على الأنبياء

الخميني وتفضيل الأئمة على الأنبياء

الخميني وتفضيل الأئمة على الأنبياء

للشيخ محمد مال الله رحمه الله

 

 

 

مقدمة

الأئمة أفضل من الأنبياء عليهم السلام

إنكار الأنبياء ولاية علي والأئمة

تفضيل الخميني المهدي المنتظر على النبي والأنبياء

فشل النبي في دعوته، والذي ينجح في الدعوة هو الإمام المهدي !!

عيد المهدي المنتظر أكبر من عيد ميلاد النبي r !!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين . . .

 وبعد .

 

افتتن أكثر الشباب الإسلامي بشخصية الخميني واعتبروه الرجل الذي سوف يطبق الإسلام ويعيد له هيبته بل إن بعض الأشخاص قال بأنه بشارة المصطفى  r .

 

ولقد علمت أن بعض الاخوة الفلسطينيين قد اعتنقوا عقيدة التشيع التي ينادي بها الخميني. وذلك كله بعد أن صرح الخميني باستعداده بتحرير فلسطين ومساعدة المنظمة بكافة الإمكانيات المتاحة حتى ينالوا استقلالهم ويجلوا الصهاينة عن الأرض المغتصبة . وكان من سوء حظ المنظمة أنها بليت بزعماء همهم المتاجرة بالقضية الفلسطينية والإثراء عن طريقها وكان أحد زعماء المنظمة أول الزوار لطهران مهنئا الخميني ولما رجع من طهران خطب وحاضر في

جموعه مشيدا بمآثر الخميني وزهده وتواضعه وأنه جلس في بيته على الحصير يأكل من الزيتون والبيض معه .

 

من البيض والزيتون كان صاحبنا يستمد إلهاماته وخواطره ... أما عقيدة الخميني وكتبه ومخططاته فلا يعرف عنها شيئا... (1) .

 

ومنذ أكثر من عام وفقني الله في تسطير رسالة متواضعة "موقف الخميني من أهل السنة " والحمد لله لاقت استحسان أكثر لشباب الإسلامي وأتت بنتيجة نحمد الله عليها . وقد طلب مني بعض الاخوة الكرام أن أقوم بتناول عقيدة الخميني بصورة مبسطه على كل رسائل صغيرة لتسهيل قراءتها واقتنائها ولتوزع على أوسع نطاق ممكن . فاستخرت الله تعالى واستجبت لطلبهم فقمت بتسطير هذه الورقات المتواضعة راجيا من الحق تبارك وتعالى أن تؤتي ثمارها .

 

وهذه الرسالة المتواضعة تتناول موضوعا في غاية الأهمية، وأن معتقده كافر كما اتفق عليه أكثر العلماء ، لم يكن ببال أحد أن يفضل الخميني الأئمة على الأنبياء عليه السلام بل تجرأ إلى تفضيل خرافة المهدي السرداب على سيد ولد آدم r.

ـــــــــــــ

(1) انظر وجاء دور المجوس ص 6 وننصح كافة القراء بقراءته .

 وإن شاء الله تعالى في رسالة القادمة سوف نتناول الخميني وتزييف التاريخ ليكون الشباب المسلم على علم بحقيقة الخميني وعقائده . قد سلكنا في هذه الورقات منهج الدليل لا الحدس والتخمين والمنهجية العلمية الموضوعية بدل الافتراء .

 وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين ،،،

  بيروت في 25/5/1983

 

أبو عبد الرحمن

 محمد  مال الله

 

الأئمة أفضل من الأنبياء عليهم السلام

 

تاهت البشرية في دياجير الظلام وضلت عن عبادة خالقها ومن هو أحق بالعبادة لمن آلهة مزعومة لا تملك لهم نفعا ولا ضرا .

 ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بخلقه أن أرسل إلى كل قوم من يعرفهم بربهم ويرغبهم بما أعد لهم من النعيم الأبدي الذي لا ينقض ويرهبهم من العذاب الذي ينتظرهم إن هم ضلوا الطريق واستحبوا العمى على الهدى .

 

وأولئك المرسلون هم صفوة خلق الله تعالى أضفى عليهم وخصهم بمواهب عقلية وروحية لكي يكونوا مستعدين لتلقي أوامر الحق تبارك وتعالى وتبليغها إلى من أرسلوا لهم .

 

وما ذلك الاصطفاء إلا ليقوي من عزمهم على القيام بأعباء ما تنوء به الجبال الرواسي وليكونوا نماذج حيه ؟مترجمين عمليا لما يدعون الناس إليه .

 ومثل هؤلاء لا يمكن إلا أن يكونوا معصومين من التورط في الإثم  ومنزهين عن الوقوع  في المعاصي ، فلا يتركون واجبا ولا يفعلون محرما ، ولا يتصفون إلا بالأخلاق العظيمة التي تجعل منهم القدوة الحسنة والمثل الأعلى الذي يتجه إليه الناس هم يحاولون الوصول إلى كمالهم المقدر لهم والله سبحانه تعالى هو الذي تولى تأديبهم وتهذيبهم ولربيتهم وتعليمهم حتى كانوا قمما شامخة وأهلا للاصطفاء والاجتباء (2).

 والأنبياء عليهم السلام أفضل خلق الله تعالى وأفضلهم المصطفى عليه الصلاة والسلام . ولكن بعض الطوائف المنتسبة إلى الاسلام والمتدثرة بردائه فضلت أناسا هم في الفضل والمنزلة دون أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وعلى الأنبياء عليهم السلام بل تجرأ أحد حاخاماتهم في العصر الحاضر إلى تفضيل خرافة السرداب على سيد ولد آدم عليه السلام . ذلك هو اعتقاد الشيعة الرافضة في الأنبياء عليهم السلام فضلا رمي الله سبحانه وتعالى بالجهل والنسيان ومن  كان هذا سوء أدبه مع من خلقه فكيف بمن هو دونه، تعالى الله يقول أحفاد عبد الله سبأ علوا كبيرا (3).

ـــــــــــــــــ

(2) العقائد الإسلامية للشيخ سيد السابق ص 177 .

(3) انظر إله الشيعة غير إله السنة من كتابنا " موقف الشيعة من أهل السنة ".

 وتفضيل الشيعة للأئمة المعصومين على الأنبياء عليهم السلام ليس افتراء أو رمي الشيعة مما هي براء منهم وبما أننا التزمنا المنهج العلمي الموضوعي في عرض عقائد الشيعة من مصادرهم ننقل هنا ماله علاقة بهذه الجزئية لئلا يقال إننا عملنا بالحدس  والتخمين بدل الاستدلال وإبراز الدليل .

 

يقول شيخهم الملقب عندهم بالمفيد وهو من الحاخامات المعتمدة لدى الشيعة :

قد قطع قوم من أهل الإمامة بفضل الأئمة (ع) من آل محمدr  على سائر من تقدم من الرسل والأنبياء سوى نبينا محمد r (4) .

 وكعادة الشيعة فقد وضعتا روايات كثيرة تفيد أفضلية الأئمة على الأنبياء عليهم السلام وتلك لم ترد في صحيح البخاري أو مسلم حتى تنعق الشيعة بان هذا كذب وافترا، بل هي مذكورة في كتاب الإفك والضلال "الكافي " للكليني وغيره من كتب أحبارهم . ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الروايات وأرجو من أخي القارئ أن لا يتقيأ بعد إتمام ذكرها :

 

1- عن سيف التمار: كنا عند أبي عبد الله (ع) جماعة من الشيعة في الحجر فقال: علينا عين؟ فالتفتنا يمنه ويسره فلم نرى أحدا فقلنا: ليس علينها عين .

فقال : ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبئنهما بما ليس في أيديهما، لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم مكان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله r (5) .

 

2- عن عبد الله بن الوليد قال : قال لي أبو عبد الله (ع): أي شيء تقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين (ع)  ؟ قلت : يقولون : أن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين عليه السلام .

قال : أيزعمون أن أمير المؤمنين قد علم ما علّم رسول الله r ؟

قلت: نعم ... ولكن لا يقدمون على أولي العزم من الرسل أحدا . قال : فخاصمهم بكتاب الله

قلت : وفي أي موضوع منه أخاصمهم ؟ قال : قال الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام : وكتبنا له في الألواح من كل شيء فعلمنا

ــــــــــــــ

(4) أوائل المقالات للمفيد ص42 باب القول في المفاضلة بين الأئمة والأنبياء.

(5) الأصول من الكافي 1 / 612 -262 كتاب الحجة باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون عليه ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء .

أنه لم يكتب لموسى كل شيء ،وقال الله تبارك وتعالى لعيسى ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه وقال الله تبارك وتعالى لمحمد r (( وجئنا بك شهيدا على هؤلاء)) (( ونزلنا عليك كتاب تبيانا لكل شيء )) (6) .

 

3- عن عبد الله بن بكيرعن أبي عبد الله (ع) قال: كنت عنده فذكروا سليمان وما أعطي من العلم وما أوتي من الملك . فقال لي : وما أعطي سليمان بن داود ؟ إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم وصاحبكم الذي قال الله (( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )) وكان والله عند علي (ع) علم الكتاب .فقلت : صدقت والله جعلت فداك (7) .

 

4- عن عبد الملك بن سليمان قال: وجد في ذخيرة أحد حواري عيسى في رق مكتوب بالقلم السرياني من منقور من التوراة وذلك : لما تشاجرا موسى والخضر عليهما السلام في قصة السفينة والغلام والجدار، ورجع موسى إلى قومه فسأله أخوه هارون عما استعمله من الخضر وشاهده من عجائب البحر فقال موسى عليه السلام: بينما أنا والخضر على شاطئ البحر إذ سقط بيننا طائر أخذ في منقاره قطرة من ماء البحر ورمى بها نحو المشرق، وأخذ منه ثانية ورمى بها نحو المغرب ، ثم أخذ الثالثة ورمى بها نحو السماء ثم أخذ رابعة ورمى بها نحو الأرض ثم أخذ خامسة وألقاها في البر. فيهت والخضر عليه السلام من ذلك وسألته عنه فقال : لا أعلم . فبينما نحن كذلك وإذا بصياد يصيد في الجحر فنظر إلينا فقال : مالي أراكما في فكرة من أمر الطائر. فقلنا: هو كذلك. فقال : أنا رجل صياد وقد علمت إشارته وأنتما نبيان لا تعلمان . فقلنا: لا نعلم إلا ما علمنا الله عز وجل .

فقال : هذا الطائر يسمى مسلما لأنه إذا صاح يقول في صياحه مسلم. وأشار برمي الماء من منقاره نحو المشرق والمغرب والسماء والأرض وفي الجحر يقول : يأتي في آخر الزمان نبي يكون علم أهل المشرق والمغرب والسموات والارض عند علومه بمثل هذه القطرة الملقاة في هذا البحر ويرث علمه ابن عمه ووصيه علي بن أبي طالب عليه السلام . فعند ذلك سكن ما كنا فيه من التشاجر واستقل كل واحد منا علمه (8) .

ــــــــــــــــ

(6) بصائر الدرجات ص 227 لمحمد بن الحسن الصفار. نقلا عن "ينابيع المعاجم وأصول الدلائل " ص 6-7 باب إنهم عليهم السلام يعلمون جميع القرآن "

 (7) المصدر السابق ص15 باب " انهم عليهم السلام ومن عنده علم الكتاب " .

(8) المصدر السابق ص 21 .

 5- عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع ) قال: كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا سأله أعطى وإذا دعا به أجاب ،ولو كان اليوم لاحتاج إلينا (9) .

6- عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: سئل علي (ع) عن علم النبي  r. فقال: علم النبي r جميع علم النبيين وعلم ما كان وعلم ما هو كائن إلى قيام الساعة . ثم قال : والذي نفسي بيده إني لأعلم علم النبيين وعلم مكان وعلم ما هو كائن فيما بيني وبين الساعة (10).

 

7- عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله (ع ) قال : إن الله خلق أولي العزم من الرسل وفضلهم بالعلم وأورثنا علمهم وفضلنا عليهم في علمهم وعلم رسول الله r ما لم يعلموا، وعلمنا علم الرسل وعلمهم (11) .

 

8- عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (ع): إن سليمان ورث داود ، وإنا ورثنا محمدا ، وإن عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور وتبيان مإ في الألواح (12).

 

9- عن أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول (ع) قال: قلت له : جعلت فداك أخبرني عن النبي r : ورث النبيين كلهم ؟ قال : نعم .

قلت : من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه ؟ قال : ما بعث الله نبيا إلا ومحمد  r أعلم منه . قال : قلتا: إن عيسى بن مريم كان يحي الموتى بإذن الله. قال : صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله r يقدر على هذه المنازل. قال: فقال: إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره (( فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغافلين ))، فغضب عليه فقال: (( لأعذبنه عذابا شديدا أو ليأتيني بسلطان مبين )) وإنما غضب لأنه يدله على الماء، فهذا - وهو طائر- قد أعطي ما لم يعط سليمان، وقد كانت له الريح والنمل والإنس والجن والشياطين والمردة له طائعين، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه وإن الله يقول (( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى)) وقد ورثنا نحن القرآن الذي فيه تسيّر تسيّر به الجبال وتقطع به البلدان ، وتحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحط الهواء، وأن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به به ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون ، جعله الله لنا في أم الكتاب

ـــــــــــــــــ

 (9) المصدر السابق ص 31 "باب أنهم (ع) أعطاهم الله جل جلاله سمه الأعظم"

(10) المصدر السابق ص 37 "باب عندهم(ع) علم ما في السموات وما في الأرض " .

(11) المصدر السابق ص 38 نفس الباب السابق .

(12) الأصول من الكافي 1 /24 ة باب إن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم .

إن الله يقول : (( وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب بين )) ثم قال : (( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)) فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء (13).

 

10- عن الرضا عن آبائه عن عني (ع)قال : قال رسول الله r: ما خلق الله خلقا أفضل مني ولام أكرم عليه مني. قال علي (ع) : قلت : يا رسول الله فأنت أفضل أو جبريل عليه السلام ؟ فقال: يا علي إن الله فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع الأنبياء والمرسلين والفضل من بعدي لك وللأئمة من بعدك وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا. يا علي: الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا . يا علي : لولانا ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتقديسه لأن أول ما خلق الله خلق أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وبتمجيده وبتحميده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا000 الخ (14) .

 

والشيعة تزعم ان الله تعالى لم يخلق خلقا ولم يبعث رسولا إلا وأخذ عليه العهد بالدعوة إلى موالاة وولاية محمد r وعلي رضي الله عنه والأوصياء من بعده فقد ورد في تفسير العسكري ، أنه قال: إن ولاية محمد وآل محمد r هي الغرض الأقصى والمراد الأفضل ،ما خلق الله أحدا من خلقه ، ولا بعث أحدا من رسله إلا ليدعوهم إلى ولاية محمد وعلي وخلفائه ويأخذ عليهم العهد ليقيموا عليه، وليعلموا به سائر عوام الأمم (15) .

 

وعن محمد بن عبد الرحمن قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبي إلا بها(16) .

 

ولا تكتمل نبوة الأنبياء إلا بالإقرار بذلك .

ـــــــــــــــ

(13) المصدر السابق 1 /226 .

(14) مقدمة "تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار" لأبي الحسن العاملي ص 31 " الفصل الخامس في أن رسول الله والأئمة علة خلق الخلق " .

(15) المصدر السابق ص 25 الفصل الرابع : في عرض التوحيد والولاية على الخلق جميعا.

(16) المصدر السابق ص 25 وفي رواية أخرى عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من نبي جاء قط إلا بمعرفة حقنا وتفضيلنا على من سرانا.

 

فعن حذبفة قال رسول الله r: ما تكاملت النبوة لنبي حتى عرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ومثلوا له فأقروا بطاعتهم وولايتهم (17) .

 

وإن يونس عليه السلام أنكر تلك الموالاة فحبسه الله تعالى في بطن الحوت ولم يفرج عنه حتى أقر بها .

 

فعن حبة العرني قال : قال أمير المؤمنين (ع): إن الله عز وجل عرض ولايتي على أهل السموات وعلى أهل الأرض أقر بها من أقر بها وأنكرها من أنكرها، منهم يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها. . (18).

 

وعن أبي حمرة الثمالي قال : دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين (ع) وقال له : يا ابن الحسين أنت الذي تقول : إن يونس بن متى إنما لقي من الحوت ما لقي ؟ لأنه عرضت عليه ولاية جدك فتوقف عندها ؟ قال (ع): بلى ثكلتك أمك . قال : فأرني آيه ذلك إن كنت من الصادقين. فأمر بشد عينه بعصابة وعيني بعصابة ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا فإذا نحن على شاطئ بحر تضطرب أمواجه. فقال ابن عمر: يا سيدي دمي في رقبتك الله الله في نفسي. ثم قال عليه السلام : أيتها الحوت. قال : فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول : لبيك لبيك يا ولي الله. فقال: من أنت ؟ قال : أنا حوت يونس يا سيدي إن الله لم يبعث نبيا من آدم إلى أن صار جدك محمدا r إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص ومن توقف عنها وتتعتع(19) في حملها لقي ما لقي آدم عليه السلام من المصيبة، وما لقي نوح عليه السلام من الغرق، وما لقي إبراهيم عليه السلام من النار، وما لقي يوسف عليه السلام من الجب، وما لقي أيوب عليه السلام من البلاء، وما لقي داود عليه السلام من الخطيئة ،إلى أن بعث الله يونسا عليه السلام فأوحى الله إليه أن يا يونس تول أمير المؤمنين عليا والأئمة الراشدين من صلبه . فقال كيف أتولى من لم أره ولم أعرفه ؟ وذهب مغاضبا فأوحى الله تعالى إليّ أن التقمي يونس ولا توهني له عظما فمكث قي بطني أربعين عاما يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث ينادي : أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده عليهم السلام . فلما آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته على ساحل البحر. فقال زين العابدين عليه السلام : ارجعي أيتها الحوت إلى وكرك فرجع الحوت واستوى الماء (20) .

ـــــــــــــ

(17) المصدر السابق .

(18) المصدر السابق

(19) تردد .

(20) " الانوار النعمانية " 1 / 24-5 2

 

آدم عليه السلام لم يتب الله تعالى عليه ولم يرده إلى الجنة إلا بالإقرار بنبوة محمد r وبالولاية لعلي t، وكذلك إبراهيم عليه السلام لم يتخذه الله خليلا، ولم يكلم الله تعالى موسى عليه السلام، ولم يبعث الله عيسى عليه السلام إلا بذلك .

 

عن المقداد t قال : سمعت r يقول : والذي نفسي بيده ما استوجبن آدم أن يخلقه الله وينفخ فيه من روحه وأن يتوب عليه ويرده إلى جنته إلا بنبوتي والولاية لعلي بعدي . والذي نفسي بيده ما رأى إبراهيم ملكوت السموات ولا اتخذه الله خليلا إلا بنبوتي ومعرفة علي بعدي . والذي نفسي بيده ما كلم الله موسى تكليم ولا أقام عيسى آيه للعالمين إلا بنبوتي والإقرار لعلي من بعدي والذي نسي بيده ما تنبأ نبي قط إلا بنبوتي بمعرفتي والإقرار لنا بالولاية ولا استأهل خلق من الله النظر إلا بالعبودية الإقرار لعلي بعدي (21).

 

الإمام علي t هو الذي جعل النار بردأ وسلاما على إبراهيم عليه السلام وأنجا نوحا من لغرق وعلم موسى عليه السلام التوراة وأنطق عيسى عليه السلام وهو في المهد وعلمه الانجيل وأنجا يوسف من كيد إخوته وسخر لسليمان عليه السلام الريح .

 

عن علي عليه السلام : والله لقد كنت مع إبراهيم في النار وأنا الذي جعلتها بردا وسلاما، وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق، وكنت مع موسى فعلمته التوراة، وأنطقت عيسى في المهد، وعلمته الانجيل، وكنت مع يوسف في الجب فأنجيته من كيد إخوته ، وكنت مع سليمان على البساط ، وسخرت له الرياح (22).

 

ويفترون على رسول اللهr: يا علي إن الله تعالى قال لي : يا محمد بعثت عليا مع الأنبياء باطنا ومعك ظاهرا (23) .

 

فالإمام عالي t نبي مرسال وإن الله بعثه مع النبي r في بتبليغ ما أمر الله تعالى أن يبلغ . وإن الأئمة جميعهم بمنزلة النبي r في كل شيء ما عدا ما أحل الله تعالى لنبيه r من نكاح النساء .

عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: الأئمة بمنزلة رسول الله r إلا أنهم ليسوا بأنبياء ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي r فأما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله r  (24) .

ــــــــــــــ

(21) مرآة الأنوار ص 25 ، (22) الأنوار النعمانية 1 / 31 .

(23) الأنوار النعمانية ا /30 .

(24) الأصول من الكافي 1 / 270 .

 

ولا نعرف كيف أنهم ليسوا بأنبياء وقد شاركوا النبي r في الوحي والعصمة والتبليغ ؟ والحقيقة أن الشيعة تعد الأئمة جميعهم أفضل من النبي r بدءا من الإمام t وانتهاءا  بالمهدي  خرافة السرداب . وسوف تراه  أخي القارئ  في عقيدة الشيعة في الأئمة حيث أوردنا الدليل والبرهان من كتب الشيعة على صحة قولهم هذا. ونذكر هنا قولا للخميني يدل على ذلك والتفصيل محله مكان آخر من عقيدة الشيعة في الأئمة .

 

وتلك العقيدة لم تكن تمثل حقبة تاريخية معينة بل هي ركيزة من ركائز عقيدة التشيع وليس أدل على ذلك من تمسك شيعة القرن الحالي بهذه العقيدة فهذا الخميني أكبر شخصية شيعية في العمر الحاضر يجتر ذلك الافتراء فيقول :

 

" وأن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل وقوله : قد ورد عن الأئمة قولهم : إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل " (25) .

 

ولم يكتف بهذا الهراء بل سبح في غيا وضلالاته، فتفوه بكلام تكاد السموات والأرض يتفطرن منه، وهو يفضل خرافة لاوجود لها على سيد المرسلين وإمام الموحدين المصطفى عليه الصلاة والسلام فيقول :

كتاب : الخميني وتفضيل الأئمة على الأنبياء للشيخ محمد مال الله رحمه الله