''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''
: الإمام الخميني : أعماله - محاكم الثورة الاسلامية

مشرف الموقع

10/8/1425

دعوة لقراءة المقال

نسخة لطباعة المقال


محاكم الثورة الاسلامية

محاكم الثورة الاسلامية

يقول الدكتور الشيعي موسى الموسوي في كتابه الثورة البائسة

 

محاكم الثورة الاسلامية

 

®  مائة حكم اعدام في مائة دقيقة .

®  الخميني وراء الاعدامات ، ويقول لجلاد الثورة "قاتلوا ائمة الكفر".

®  تنمية الروح الشريرة في الحرس الثوري .

®  دس في التاريخ الاسلامي .

®  التقاء الخمينية واليهودية في تشويه عظمة الامام علي عليه السلام.

®  اعدام الفتيات والفتيان دون البلوغ القانوني وحتى الشرعي .

®  اعدام المرضى والجرحى والحوامل من النساء والشيوخ الذين تجاوزوا التسعين .

®  القراصنة يشغلون منصة القضاء .

®  فلسفة الخميني في محاكمه الثورية ، جئنا لنبقى بأي ثمن .

  

(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93))

 

 

        محاكم الثورة الاسلامية

 

حدثني حسين الخميني حفيد الامام الخميني ان قاضي المحكمة الثورية في مدينة بندر عباس اصدر حكما بحق احد المتهمين الذين ساقه حظه التعيس إلى المحكمة تلك بتهمة الاخلال بامن البلاد بالنص التالي :

1)   يحكم بالاعدام وتصادر امواله المنقولة وغير المنقولة .

2)  تصادر اموال المنتسبين اليه من الدرجة الاولى .

3)  تصادر اموال كل ذويه والمنتسبين اليه واقاربائه .

وهكذا افتى القاضي بمصادرة اموال اولاد ادم وحواء جميعا لانهم ينتمون إلى المحكوم عليه بحكم القرابة العامة التي تربط البشر بعضه بالبعض  "كلنا من ادم وادم من تراب " كما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .

لقد حمل الخميني الصغير صورة من حكم القاضي إلى الخميني الكبير ليعلم جده الانحدار الذي وصل اليه القضاء الاسلامي بفضل الجمهورية الاسلامية ، ولكن الخميني بعد ان اطلع على مضمون الحكم رمى الورقة جانبا وحوقل مرتين وانتهى كل شيء . وحدثني المحدث نفسه انه عندما ذهب بصحبة الخلخالي ( جلاد الثورة ) إلى كردستان لقمع الحركة الكردية ، اراد الشيخ الجلاد لدى وصوله إلى سنندح تنفيذ حكم الاعدام في ثلاثين شخصا من المسجونين فورا وقبل التثبت من اتهامهم وهوياتهم.

فقال له : اتق الله يا رجل ، كيف تقتل اناسا لم تعرف اسمائهم ؟ كيف باعمالهم ؟

فاجابه الشيخ الجلاد : لألقاء الرعب في نفوس الناس عامة .

وبعد الالحاح والرجاء والالتماس خفض الحاكم الجلاد عدد الثلاثين إلى عشرة ، ثم قتل العشرة جميعا في بضع دقائق ، وظهر فيما بعد انه كان بين المعدومين بلا جرم وذنب طفل عمره 13سنة وطبيب مجروح وامرأة معلمة ، ولما سمع الخميني بما فعل جلاده حوقل ثلاث مرات وانتهى كل شيء .

ان المحاكم الثورية الاسلامية ارتكبت من الظلم بحق الامة الايرانية ما لم يرتكبه أي جيش غاز باعدائه الالداء ، ولكي يعلم العالم ان الامام الخميني بشخصه وراء الاعدامات بالجملة واراقة الدماء ، ووراء اعدام الشبان المراهقين والفتيات اللواتي لم يبلغن سن الرشد ، والشيوخ الذين بلغوا من السن عتيا . انقل هنا حديثا متواترا نقل من محمد الكيلاني رئيس المحاكم الثورية الاسلامية والذي اعدم من الشبان المجاهدين والشابات المجاهدات اكثر من الفين في غضون ثلاثة اشهر ، لقد ذهب الكيلاني إلى الخميني يطلب منه الموافقة بوقف احكام الاعدام في الشباب المراهقين وارسالهم إلى دار الاحداث لتأديبهم تربية تتلائم مع اهداف الثورة ، وترك الشيوخ رهن المحبس حتى يلاقوا حتفهم ، لأن الشباب على حد زعمه يمكن اصلاحهم والشيوخ هم على قاب قوسين او ادنى من الموت فلا داعي اذن لاراقة دمائهم ، فكان جواب الخميني " قاتلوا ائمة الكفر " ، وهكذا استمر الجلاد في تنفيذ اوامر سيده .

واذكر هنا قصة اخرى تظهر بوضوح مدى تورط الامام في اراقة دماء المؤمنين ، لقد حدثت هذه القصة بعد نجاح الثورة باسبوع واحد وذلك عندما حكم الخلخالي ، الحاكم المنصوب من قبل مرشد الثورة على الجنرال نصيري رئيس السافاك وثلاثة من رفاقه من القواد العسكريين بالموت ، ولكن لم يجد القاضي من ينفذ احكامه ، وكلما طلب من هذا او ذاك تنفيذ الاحكام لم يستجب اليه احد بذريعة انه لم يسبق لأي من الزمرة المحاطة بالامام تنفيذ الاعدام بحق احد ، وعندما سمع الخميني بالخبر نهر الذين كانوا حوله وقال لهم " ايتوني برشاشة حتى اذهب بنفسي وانفذ في هؤلاء المجرمين الموت " ، وعندما سمع الحاضرين ان امامهم يريد ان يقوم بدور الجلاد ايقنوا ان الموت للمحكومين عقاب الهي يمليه الواجب الديني ، فسارع قوم من الحاضرين لاعدام المحكومين ، ونفذت الاحكام على سطح الغرفة التي كان يسكنها الامام في ( مدرسة الرفاه ) بطهران .

وبعد ثلاث سنوات من اللحظة التي لم يجد فيها حاكم الثورة شخصا واحدا يستطيع تنفيذ حكم الاعدام بمجرمين كبار مثل الجنرال نصيري وفاقه ، تفشت رائحة الدم وحب الاعدام وتطوع مئات من حرس الثورة لتنفيذ الاعدام بالجملة والافراد في البريء والمجرم على السواء واصبحت حياة الانسان ارخص شيء في ظل نظام الجمهورية الاسلامية ، حتى قال شاهد عيان " ان حرس الثورة الاسلامية بعد تنفيذ القتل والاعدام في مجموعات كبيرة يتباهون امام رؤسائهم بالاعداد الغفيرة التي ارسلوها إلى الجحيم حسب زعمهم " ، وهكذا شجع الامام مأموريه وتابعيه على ازهاق النفوس المحترمة ، ولقنهم بان في ذلك رضى الله ورسوله والمؤمنين .

ان السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ، كيف استطاع الخميني والخمينيون تنمية الروح الشريرة والتعطش إلى الدماء في نفوس الناس ؟ فلم يكن من السهل في بلد اسلامي يأمر دينه بالعفو والسماحة والرحمة والرأفة بالمذنبين ، كيف وبالابرياء خلق هذه النفسية الشاذة التي لا تستقر ولا تهدأ الا بالاسراف في القتل . ان الكلام الذي يردده الخميني والخمينيون لاضفاء الشرعية على اراقة الدماء والقتل بالجملة هو الاستشهاد بسيرة الامام علي عليه السلام في الحروب التي خاضها بعد ان الت الخلافة اليه، وبما ان الشعب الايراني يوالي عليا عليه السلام ويراه اماما وقدوة له فلذلك اتخذ حبه لعلى وسذاجته في المقارنة بين الحق والباطل ، ذريعة لاضفاء الشرعية على اعمال الطغاة ، فكلما اراق الطغاة مزيدا من دماء المسلمين ، قالوا ، اليس الامام عليا قتل المنشقين والخارجين على حكمه ، واذا كان الامام علي يقتل المنشقين عليه بالجملة والاحاد ايام خلافته ، فلماذا لايقتل الخميني المنشقين على نظامه الذي هو امتداد لحكومة الامام علي عليه السلام ؟ لقد كانت ولا تزال لهذه الدعاية الاجرامية التي تريد النيل من سيرة امير المؤمنين عليه السلام وتشويه صورته النقية الطاهرة اثر كبير في نفسية القابضين على السلاح وتشجيعهم على القتل واراقة الدماء اسوة بالامام علي عليه السلام على زعم الشعوذة الحاكمة في رقاب المسلمين في ايران .

وبما ان الاعلام الايراني هو في احتكار السلطة ، ويسير في نفس الخط والمسيرة ، ولا يستطيع احد التنفس ضد ما تدعيه السلطة والادلاء بكلام يغاير ارادة الحاكمين فيها ، فلذلك لم يستطع احد ان ينبري لدحض تلك المزاعم الكاذبة والدفاع عن الامام علي عليه السلام . ان هذا التشويه للحقائق وللتاريخ ولسيرة ابطال الاسلام وعظماء الانسانية ، واعطاء صورة قاتمة سوداء عن الصدر الاول الاسلامي ، يهز عرش الرحمن وطعن في امام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ، ان من يكون له ادنى المام بتاريخ الاسلام وسيرة الرسول العظيم كما وردت في كتب السيرة والتاريخ ليعلم بوضوح ان الامام عليا خاض حروبا دفاعية بصحبة الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم ضد المشركين الذين كانوا يداهمون المدينة المنورة مقر الرسالة والوحي للقضاء على الرسول ورسالته واصحابه ، وكان النبي وصحابته يدافعون عن انفسهم ورسالة السماء معا وقد استشهد في تلك الغزوات من خيرة صحابة الرسول ومن اعز اقربائه وذويه ، كما ان المشركين كانوا يتكبدون بدورهم خسائر كبيرة في الارواح ، والحرب كر وفر ، والمحارب يقتل او يقتل ما دام هو في ساحة الوغى ، اما الحروب التي خاضها الامام علي بعد ان آلت الخلافة اليه فقد كان هناك القاتل والمقتول في صفوف الامام وصفوف اصحاب الجمل والصفين والنهروان وبما ان الحروب التي خاضها الامام في ايام خلافته كانت مجابهة بين المسلمين المنشقين على الامام المفترض الطاعة وبين الامام القائم بالامر ، فلم تحدث المجابهة الا بعد ان كان الامام يتم عليهم الحجة مرة بعد المرة وكتب التاريخ كلها تحكى بصورة متواترة ان الامام لم يبدأ بالقتال في أي حرب خاضها ، وكان يردد دائما قبل ان يلتحم الطرفان " اللهم احقن دماء المسلمين " ثم كان يقرأ الآية الكريمة " ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين " لقد روى البلاذري والشريف الرضي ان الامام عليا عليه السلام كان يوصي عسكره قبل لقاء العدو بصفين بالعبارات التالية :

" لاتقاتلوهم حتى يبداؤكم فانكم بحمد الله على حجة ".

" وترككم اياهم حتى يبدأوكم حجة اخرى لكم عليهم ".

" فاذا كانت الهزيمة باذن الله فلا تقتلوا مدبرا ".

" ولاتصيبوا معورا ".

" ولاتجهزوا على جريح " .

" ولا تهيجوا النساء باذى وان شتمن اعراضكم وسبين امرائكم " .

" ان كنا لنؤمر بالكف عنهن وانهن لمشركات " . "1"

ان من يمعن النظر بهذه الوصية ليعلم بوضوح كيف كانت سيرة الامام في قتال خصومه ، فمتى كان الامام علي يقتل المرأة والجريح والطفلة المراهقة كما فعل الخميني ؟ ومتى كانت لعلي محاكم الثورة التي حكمت بالاعدام على ثلاثة الاف بريء في 3 شهور ، وعشرين الف بريء في ظروف ثلاثة اعوام ؟ ومتى كانت لعلي سجون فيها ثلاثين الف سجين سياسي ؟ متى كان علي يصادر اموال الناس ؟ ومتى كان علي يكذب ؟ ومتى كان علي يأمر بالتجسس ؟ ومتى كان علي يقتل الاقليات القومية ؟ ومتى كان علي يعيش في كهف جمران بعيدا عن شعبه وامته ؟ واذا ظهر في الشرفة لبضع دقائق ليمنح الحاضرين البركه تم متى كان علي محاطا بعيون الكترونية شرقية وغربية ، وخمسمائة حارس مدربين للحماية من روسيا وكوريا ومتى كان علي سببا في حرب الاشقاء ويتعاون مع اليهود لقتل المسلمين والمسلمات وخراب بلاد الاسلام ؟

ان المقارنة بين حكومة علي وحكومة الخميني هي المقارنة بين النور والظلمة ، والوجود والعدم ، والخير المحض والشر المطلق ، ولولا اننا نعيش في عصر لا زالت الاساطير تتحكم في عقول السذج من الناس لكنت امر على هذا السخف في التفكير والسقط من الكلام مرور الكرام ، ولكن ما الحيلة اذا كنت تخاطب قوما يعتقدون بالسلطة الالهية في الفقيه ، ويقارنون اسوأ انواع الحكومات في تاريخ الانسان بافضلها ، لقد استطاع الانسان بفضل التكنولوجيا والعلم ان يهبط على سطح القمر ، الامر الذي كان يعتبر خيالا ووهما في سابق الزمان ، الا ان الاوهام والاباطيل لا زالت تحكم عقول كثير من ابنائها ، وهناك عدم تكافؤ يدعو إلى الحزن والحيرة في مراتب الوعي الفكري لدى الانسان ، فالانسان الذي سخر الفضاء بعلمه وعبقريته لا زال هو اسير الاوهام والاساطير ، فهناك في الهند اربعمائة مليون انسان يقدسون البقرة وينحنون امامها اجلالا واكبارا وهي مظهر من مظاهر الالوهية عندهم . وعشرات الملايين في جنوب شرقي اسيا يعبدون التماسيح والضفادع والسلحفاة ، فلذلك لانستغرب ابدا اذا التقينا بفئة او شرذمة في ايران يقدسون الفقيه ويعتقدون بحلول السلطة الالهية فيه ، ويقارنون بين علي ومن لايساوي شسع نعله .

واعود مرة اخرى إلى حكومة علي عليه السلام واقول متى كان لعلي حرس الثورة يداهم البيوت في اناء الليل واطراف النهار ليقتاد الناس إلى ساحات الاعدام ؟ ومتى كان علي يقتل الناس لانهم قالوا(الموت لفلان )؟

ومتى كان علي يخدع الامة بوعوده الكاذبة ، ويقول السقط من الكلام ؟

قيل لعلي عليه السلام ستغتالك الفئة الخارجة عليك وقد اغتالوا قبلك الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، اتخذ لنفسك حراسا ، فكان جوابه عليه السلام ، كفى بالموت حارسا وكان يخرج من داره وحيدا قبل طلوع الفجر ليؤم الناس في صلاة الفجر في جامع الكوفة حتى ان ضربه ابن ملجم المرادي بالسيف المسموم وهو في اثناء الصلوة ، وعندما ضربه ابن ملجم قال عليه السلام تلك الكلمة التي هزت الخافقين " فزت ورب الكعبة " ثم امر اهله بالعفو عن قاتله وهنا ادون نص الكلمة التي قالها الامام عليه السلام وهو في فراش الموت " انا بالامس صاحبكم واليوم عبرة لكم وغدا مفارقكم ، ان ابق فانا ولي دمي وان اعف فالعفو لي قربة وهو لكم حسنة فاعفوا " هذه كانت سيرة علي وهو الحاكم المطلق عل نصف المعمورة في عصره أي بلاد يمتد طولها من اليمن إلى بخارى شرقا ، ومن الجزيرة حتى شمال افريقيا غربا .

واما اهتمام علي عليه السلام بشؤون المسلمين فقد يتجلى في كتاب بعثه إلى واليه في البصرة وهو حنيف بن قيس الانصاري وقد جاء ضمن ما كتبه الامام " ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ولكن هيهات ان يقودني هواي لتخير الاطعمة ولذائذها ولعل بمالمنجد او اليمامة من لا طمع له بالقرص ولا عهد له بالشبع . ااقنع من نفسي بان يقال امير المؤمنين ولا اشاركهم في مكاره الدهر وجشوبة العيش ، او ابيت مبطانا وحولي بطون غرثي واكباد حرى او اكون كما قال القائل " وحسبك داء ان تبيت ببطنه وحولك اكباد تحن إلى القد . "

هذا علي بن ابي طالب الذي يريد الخمينيون تشويه صورته الطاهرة بالصاق التهمم التي الصقها رواة اليهود في كتبهم به من قبل ، ورددها اليوم الخميني والخمينيون ليبرروا طغيانهم المخيف فوالله لقد جاءوا شيئا ادّا ، وهنا اسجل فقرات من كتاب الامام علي إلى مالك الاشتر حين ولاه مصرا ليكون درسا وعبرة لكل من يريد ان يعرف سياسة الامام علي عليه السلام في ادارة دفة الحكم والبلاد ، واطلب من الله ان يعين السذج الغفل من ابناء الشعب الايراني إلى التمييز بين الحق والباطل ويهديهم سواء السبيل :

يوصي الامام في ضمن كتاب يحوي واجبات الوالي نحو الرعية جاء فيه:

1)  واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم .

2)  ولا تكونن عليهم سبعا ضارا تغتنم اكلهم .

3)  فالناس صنفان ، اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق . يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على ايديهم في العمد والخطأ فاعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب ان يعطيك الله من عفوه وصفحه .

4)  ولا تندمن على عفو ، ولا تبجحن بعقوبة .

5)  الا ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده .

6)  وليكن ابعد رعيتك منك وشنأهم عندك اطلبهم لمعائب الناس ، فان في الناس عيوبا الوالي احق من سترها ، فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك .

7)  اطلق عن الناس عقدة كل حقد .

8)  ولا تعجل إلى تصديق ساع فان الساعي غاش وان تشبه بالناصحين .

 

ونختم هذا الفصل باعطاء صورة عن المآسي التي ارتكبت وترتكب في محاكم الثورة الاسلامية ، فلاول مرة يحدث مثل هذا التناقض الصارخ في نظام دولة ترى نفسها دولة نموذجية في التاريخ مجلس للشورى وسجون ومحاكم ثورية ، ولست ادري كيف يمكن الجمع بين محاكم الثورة التي تمثل عصرا استثنائيا خاصا ، ومجلس الشورى الذي يحكي عن استقرار النظام ودولة المؤسسات ولكن الخمينيين والخميني نفسه ابعد الناس في درك هذه التناقضات ، ومهما يكن من امر فان هذه المحاكم منتشرة في انحاء البلاد طولا وعرضا وحتى القرى لم تسلم منها ، انها كالوباء القاتل تجد اثارها المشئومة في كل مدينة وقرية ، وان شئت قل في كل دار ومتجر ومصنع ومزرعة ومقام .

لقد اختار الخميني لرئاسة هذه المحاكم اناسا لبوسهم لبوس الدين ولكنهم والله ابعد الناس من الدين ، لم يراع فيهم العلم وشرائط القضاء والامانة والعفو وسداد الاخلاق ، كلما اشترط فيهم هو الوفاء المطلق لشخصه وتنفيذ اوامره ومأربه ، ولذلك وضعوا في دستورهم هذه العبارة " حب خميني حسنة لا تضر معها سيئة " وانطلاقا من هذا المضمون جرت وتجري المحاكمات الثورية على قدم وساق . فمن كان ضد الخميني يقتل ومن كان معه يطلق ولو كانت ذنوبه تعادل الجبال ، لقد اعدم هؤلاء الوحوش الكاسرة باسم القضاء الاسلامي رهطا كبيرا من الناس بلا ذنب ولاجرم ليستولوا على اموالهم وبيوتهم ومزارعهم ، وكانت المبررات التي اتخذوها اساسا لاحكامهم الجائرة اوهن من بيت العنكبوت ، وعندما يبلغ الخبر مسامع الخميني يبتسم ابتسامة المنتصر على عدوه ويبعث للقاضي برسالة شكر وثناء .

ان المحاكم الثورية الاسلامية في ايران منذ تأسيسها :

1)   حكمت على ما يقارب من اربعين الف شخص بالاعدام ونفذ الحكم فيهم فورا .

2)  حكمت على ما يتجاوز على خمس وعشرين الف شخصا بالحبس لفترات طويلة وقصيرة .

3)  صادرات اموال ما يقارب من خمس واربعين الف شخص : وكان حراس الثورة يذهبون إلى دور المحكومين تلفظ عوائلهم صغيرا وكبيرا نساءا ورجالا إلى خارج منازلهم ليفترشوا الارض ويلتحفوا السماء ، وكان يحل محلهم الحرس الثوري يتصرفون في الدار وما فيها تصرف المالك في ملكه .

4)  حكمت هذه المحاكم على المرابي بالاعدام ، وعلى المرأة الحاملة بالرجم ، وعلى الطفل الصغير بالموت ، وعلى المريض بالشنق .

5)  هذه المحاكم لم تسمح للمتهمين الاستنجاد بمحامي الدفاع واستئناف الحكم ولم يأخذ مرور الزمان بعين الاعتبار بذريعة ان الاسلام لا يعترف بهذه الاشياء .

6)  ان تنفيذ حكم الاعدام في هذه المحاكم يجري فور صدور الحكم ليلا كان ام نهارا .

7)  السن القانوني لقبول الموت في محاكم الثورة ، للفتيات 9 سنوات وللفتيان 15 سنة وهو سن البلوغ الشرعي .

8)  لم يصدر الخميني العفو عن أي محكوم بالاعدام حتى الآن .

 

ولكي نعطي صورة واضحة عن مدى استهتار هذه المحاكم بكل القيم الانسانية وشرائع السماء والتي اصبحت اداة من ادوات الطغيان في ايران ، نذكر هنا ما تواترت إلى اسماع الناس من داخل تلك المحاكم :

ان احكام الاعدام التي يصدرها القضاة لم يبلغ المحكوم عليهم بها في ساحة المحكمة خشية من حدوث بلبلة ، وانما يؤمر الحرس الثوري الذي يقتاد المتهم خارج المحكمة بتنفيذها طي رسالة مغلقة يفتحها عندما يغادر ساحة القضاء ، وقد يزعم المحكوم بالاعدام عندما يقتاد إلى خارج المحكمة ان ساحته برئت فلذلك يقدم شكره الجزيل إلى القاضي وعدالته ورأفته ، وعندما يصل إلى الفناء الخارجي ينهال عليه رصاص حراس الثورة بغزارة ولم يسق حتى جرعة من الماء .

 

  



"1"  نهج البلاغة ج3 الصفحة 15  .

كتاب الثورة البائسة للدكتور الشيعي موسى الموسوي